مازلنا نعيش مع أجواء شهر كريم علينا فإذا تكلمنا عن الجهاد في سبيل الله وهو ذروة سنام الإسلام ومن أحب وأفضل الأعمال وأجل القربات
فما وهن المسلمون وما ضعفوا إلا عندما تركوا الجهاد وركنوا إلي الدنيا فتداعت عليهم الأمم
والتذكير بالجهاد هو تذكير بماض مشرف نحن أحوج ما نكون في حاجة ماسة إليه لنخرج من أزمة طال أمدها
وعندما قال ربنا في محكم كتابه إن الله إشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة فهي تجارة رابحة ليس ثمنها دراهم أو دنانير
وليست الغاية من الجهاد إزهاق الأرواح ولكن نشر دين الله في الأرض وشهر رمضان وقعت فيه أعظم المعارك والتي كانت فاصلة في تاريخ ونشر الدعوي المحمدية وهما غزوة بدر الكبرى وفتح مكة ولكن أن كان رمضان شهر الجهاد والعمل فقد حوله المسلمون لشهر الكسل والخمول والبطالة
ومن أعظم أنواع الجهاد في رمضان هو جهاد النفس فإن أعدي أعداء الإنسان هي نفسه إن أطاعها هلك وإن جاهدها وألبسها لباس التقوى فاز برضوان الله وغفرانه (وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوي) وشهر رمضان أكبر فرصة يجب أن يغتنمها المسلم في جهاد النفس ومكابحة شهواته
حيث أنه مادامت النفس ضعيفة فالشيطان موجود لايكل ولايمل
فيامعشر الصائمين لقد إستطعت كبح الشهوات المباح منها والمحرم في نهار رمضان فلماذا لانستمر علي هذا النهج ونعتبر أن شهور العام كلها رمضان
فحرروا أنفسكم من هواها وزكوها وترفعوا عن كل إثم وجاهدوا بأنفسكم فإن رمضان فرصة قد لاتتكرر فياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر