مقال

الصحابة تواسي عمر بن الخطاب

جريدة الأضواء المصرية

الصحابة تواسي عمر بن الخطاب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخليفة الراشد، في اللحظات الأخيرة من عمره يقول رضي الله عنه والله لو أن لي الدنيا كلها لافتديت به من هول المطلع ويعني الوقوف بين يدي الله تعالى، فقال ابن عباس رضي الله عنهما وإن قلت ذلك فجزاك الله خيرا،أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة ؟ فلما أسلمت كان إسلامك عزا وظهر بك الإسلام، وهاجرت فكانت هجرتك فتحا ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين ؟ ثم قبض وهو عنك راضي، ووازرت الخليفة بعده وقبض وهو عنك راض، ثم وليت بخير ما ولي الناس ومصّر الله بك الأمصار.

وجبا بك الأموال ونفى بك العدو، ثم ختم لك بالشهادة فهنيئا لك، فقال عمر رضي الله عنه أجلسوني، فلما جلس، قال لابن عباس رضي الله عنه أعد عليّ كلامك، فلما أعاد عليه، قال رضي الله عنه والله إن المغرور من تغرونه، أتشهد لي بذلك عند الله يوم تلقاه ؟ فقال بن عباس رضي الله عنه نعم، ففرح عمر رضي الله عنه وقال اللهم لك الحمد، ثم جاء الناس فجعلوا يثنون عليه ويودعونه، وجاء شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليت فعدلت ثم شهادة، فقال عمر رضي الله عنه وددت أني خرجت منها كفافا لا عليّ ولا لي، فلما أدبر الشاب فإذا إزاره يمس الأرض فقال عمر رضي الله عنه ردوا علي الغلام، قال يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك، ثم اشتد الألم على عمر رضي الله عنه وجعل يتغشاه الكرب ويغمى عليه.

فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما غشي على أبي فأخذت رأسه فوضعته في حجري، فأفاق فقال ضع رأسي في الأرض ثم غشي عليه فأفاق ورأسه في حجري، فقال رضي الله عنه ضع رأسي على الأرض، فقلت وهل حجري والأرض إلا سواء يا أبتاه، فقال رضي الله عنه اطرح وجهي على التراب لعل الله تعالى أن يرحمني، فإذا قبضت فأسرعوا بي إلى حفرتي، فإنما هو خير تقدموني إليه أو شر تضعونه عن رقابكم، ثم قال رضي الله عنه ويل لعمر وويل لأمه إن لم يغفر له، ثم ضاق به النفس وإشتدت عليه السكرات ثم مات رضي الله عنه ودفنوه بجانب صاحبيه، نعم مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكن مثله في الحقيقة لم يمت، فقد قدم على أعمال صالحات ودرجات رفيعات.

فقد صاحبه في قبره قراءته للقرآن وبكاؤه من خشيته الرحمن، فتؤنسه صلاته في وحشته، ويرفع جهاده من درجته، فقد تعب في دنياه قليلا لكنه استراح في آخرته طويلا، بل قد عده النبي صلى الله عليه وسلم من العشرة المبشرين بالجنة، بل قد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت لمن هذا القصر ؟ قالوا لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله” نعم هكذا الصالحون أيقنوا بنزول الموت فاستعدوا للقائه في كل لحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى