مقال

رسول الله في لقاء العظماء

جريدة الأضواء المصرية

رسول الله في لقاء العظماء
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، ولقد كانت حادثة الإسراء والمعراج إيناسا وتكريما وتشريفا للنبي صلى الله عليه وسلم لتخبره أن الأرض إذا ضاقت في وقت فإن السماء تفتح أبوابها لتستقبله ولئن أذاه بعض أهل الأرض في وقت فإن أهل السماء يقفون له مستقلبين ومرحبين، وكما أن حادثة الإسراء والمعراج من خصائص نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم العظيمة وآياته المبينة.

فبينما هو صلى الله عليه وسلم نائم في الحجر في الكعبة قبل الهجرة إذ أتاه آت فشق ما بين ثغرة نحره إلى أسفل بطنه ثم استخرج قلبه صلى الله عليه وسلم فملأه حكمة وإيمانا، ثم أتي صلى الله عليه وسلم بدابة بيضاء يقال لها البراق يضع خطوه عند منتهى طرفه، فركب صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل حتى أتيا بيت المقدس فدخل المسجد فلقي الأنبياء جميعا فصلى بهم ركعتين كلهم يصلي خلف محمد صلى الله عليه وسلم، ثم خرج صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى فجاءه جبريل بإناء فيه خمر وإناء فيه لبن فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل اخترت الفطرة، ثم عرج به جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من أنت ؟ قال جبريل، قيل ومن معك ؟ قال محمد، قيل وقد بعث إليه قال نعم، قيل مرحبا به، فنعم المجيء جاء.

ففتح له فوجد آدم فسلم عليه صلى الله عليه وسلم فرد آدم عليه السلام وقال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم عُرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل ففتح له، فرأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله وسلامه عليهم فرحبا به ودعوا له بالخير، ثم عرج به إلى السماء الثالثة فإذا هو بيوسف عليه السلام وقد أعطى شطر الحسن، فرحب به ودعا له بخير، ثم عرج به إلى السماء الرابعة فإذا هو بإدريس عليه السلام فرحب به ودعا له ثم عرج به إلى السماء الخامسة فإذا هو بهارون عليه السلام فرحب به ودعا له، ثم عرج به إلى السماء السادسة فإذا هو بموسى عليه السلام فرحب ودعا له بالخير، ثم عرج به إلى السماء السابعة فإذا هو بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور.

وهو بيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب به إلى سدة المنتهى، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، فأوحى الله إليه ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزل إلى موسى عليه السلام فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فرجع صلى الله عليه وسلم فوضع الله عنه عشرا وما زال يراجع حتى إستقرت على خمس فرائض في اليوم والليلة، ثم نادى منادي قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فراشه قبل الصبح” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى