مقال

الشيعة وأهل الذمة في الميزان الأموي..!!

جريدة الأضواء المصرية

الشيعة وأهل الذمة في الميزان الأموي..!!

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

بعد أن اخلص اللصوص والمنافقين والاراذل والحمقى والمرجفين و”أهل الذمة“ والخمارين وشعراء الغزل الفاحش والمنحرفين والمأزومين والمرتدين وغيرهم.. أرتفعت كفة الامويين السياسية والاجتماعية، فبسطوا نفوذهم الاجتماعي، وسلطانهم السياسي، على الدولة الإسلامية، بعد أستشهاد الامام علي عليه السلام، فأسسوا الدولة الأموية البائدة عام 662 م، ليتبع خلفائها أستراتيجية التمييز بين ”الشيعة وبين أهل الذمة“ وتعني الأخيرة حسب المصطلحات الفقهية «اليهود والنصارى» فقربوهم وأوكلوا إليهم إدارة الدولة الأموية، والوظائف المالية والطب والكتابة والترجمة والخراج والجباية، حتى أن معاوية أسند الإدارة المالية إلى عائلة دمشقية نصرانية، ليتوارث أبنائها هذه الوظيفة لمدة مائة عام من الزمان، وكما أسند إلى طبيبه الشخصي الاكثر تميزاً في العهد الاموي، والذي وصفته بعض الكتب من عظماء الروم ”أبن أثال“ جباية خراج حمص وحسب «تاريخ العرب259/2» هي وظيفة لم يسبق لأحد أن وصل إليها، وكما كانوا أهل الذمة من اليهود والنصارى، من أهم منادمي أغلب خلفاء الدولة الأموية، والمسامرين لهم، والمقربين منهم، واخلائهم، ومشاوريهم، ومؤانسيهم، والجالسين معهم على مائدة واحدة، والحافظين لهم أسرارهم، والمتخصصين بتصفية خصومهم، وكما يحصل اليوم تماما ”كأبن أثال“ في العهد الأموي، والمسيحي السرياني ”يوحنا بن ماسويه“ في العهد العباسي، والذي أسندت إليه رئاسة الأكاديمية العلمية أو بيت الحكمه، في عهد المأمون العباسي.
ويقول المستشرق بارتولد في (تاريخ الحضارة، ص 55) «لم يطلب من أهل الذمة تنفيذ أية شروط، وكانوا يلبسون أثوابا كأثواب عظماء المسلمين، ويجعلون لأنفسهم مقاما عاليا أمام العامة» فيما يقول إبن عبدالحكيم في ( سيرة عمر، ص 67) في رسالة قد إرسلها ”عمر بن عبدالعزيز “ إلى عامله على الكوفه وختمها ب..« قووا أهل الذمة، فأننا لا نريدهم لسنة أو لسنتين»!!

وعلى العكس من ذلك تماماً مارس الامويين، إستراتيجية ”الإرهاب المتطرف العنيف“ ضد الشيعة وأستندوا في ذلك على عقد ندوات فكرية مبكرة، وأجتماعات دورية ولقاءات تشاورية، سياسية وأجتماعية، بمشاركة رسمية من أهل الذمة، ارتكز عليها الامويين وسياسييهم وصانعي قرارات دولتهم الباطلة، قبل وبعد خلافة علي عليه السلام، لمكافحة الشيعة وأغتيال قياداتهم السياسية، ورموزهم الدينية، وأعيانهم الاجتماعية، ابتدأ من عائلة الامام علي عليهم السلام ”رجال ونساء وأطفال“ والتنكيل بمحبيهم ومن شايعهم وسار معهم وتخندق بخندقهم، تحت كل حجر ومدر، في الحرة ومكة وكربلاء، ولانهاية لذلك الإرهاب وتلك الإستراتيجية والى يومنا هذا !! من أجل خلق مجتمعات خالية من الشيعة، لضمان تغيير الأحوال السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة الإسلامية، لصالح الامويين وحلفائهم من أهل الذمة سابقاً وحالياً.

وبكيف الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى