الأمانة في معاشرة الأزواج بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : السبت الموافق 30 نوفمبر 2024 الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إن من الأمانات أن المسلم يعاشر زوجته بالمعروف وهو إمتثالا لأمر الله تعالي ” وعاشروهن بالمعروف ” ولو كره منها شيئا فليصبر لأن الله تعالي ندب إلى ذلك فقال ” وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتمون فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ” وربما رزق منها ولدا فجعل الله فيه خيرا كثيرا، ويحافظ على زوجته ويصونها، وهذه أمانة في حجابها، وخروجها، ولا يسافر بها إلى أماكن المعصية، ولا يرغمها على رؤية ما حرم الله، ويحفظها من أماكن المنكرات، ومن التشبه بالكفار.
وإن بعض العبايات أيها الناس تحتاج إلى عبايات لسترها لما فيها من الضيق والشفافية، وهذه من المصائب أن ترى النساء لا يلتزمن في حجابهن بالشريعة، والقائمون عليهن من أب أو زوج أو غير ذلك لا ينكرون، ولا يمنعونها من الخروج بهذه الطريقة المزرية، ومن الأمانة أيضا هو محافظة المسلم على زوجته وأهله، فإن الزوج يحافظ على زوجته، فهو لا يطأها في حيضها، ولا يأتيها في دبرها، ويأمرها بالصلاة كما قال الله تعالي ” وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ” ويأمرها بغسل الجنابة لأجل إدراك الصلاة، ويوقظها لصلاة الفجر، وإيقاظك أهلك لصلاة الفجر وأولادك أهم من الجلوس بعد صلاة الفجر لذكر الله وصلاة الضحى لأن ذاك واجب وهذا مستحب، فلا تضيع الواجب من أجل المستحب.
والزوج لا يظلم زوجته حقها في المبيت، ويرعى العدل بين الزوجات لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيمن ظلم في هذا أنه يأتي يوم القيامة وشقه مائل، ولا يمنعها من صلة رحمها، ولا من رؤية أقاربها وزيارتهم، والمسلم ينفق على أولاده وعلى زوجته، ولا يترك الزوجة تسأل أهلها، وربما تسأل الجيران لأنه لا يعطيها ما يكفيها، وأولاده ينظرون إلى ما في أيدي الأولاد الآخرين بحسرة لأن أباهم لا يكفيهم، ولا يلعب المسلم بطلاق ولا يهزل فيه، فإنه أمر عظيم ألا فليتق الله من يطلق بالثلاث دفعة واحدة، أو يطلق في حيض، أو يطلق في طهر أتى فيه زوجته، وأعظم من ذلك من يسكر ويطلق، ويسكر بالمخدرات ثم يطلق، ألا فليتقي الله تعالي الرجل الذي كلما أراد أن يحلف، أو يلزم أحدا بشيء حلف بالطلاق، عليّ الطلاق تموت ذبيحته.
وعليّ الطلاق أن تأكل عشاءك عندي، ونحو ذلك من الكلمات، لا تلعبوا بأحكام الله، وارعوا حق الله عز وجل، ولا يقولن مسلم لزوجته أنت علي مثل أمي، ولا أنت محرمة علي كحرمة مكة على اليهود، وما شابه ذلك من الألفاظ المنكرة، والمسلم لا يمنع ابنته من الرجوع إلى زوجها إذا طلقها، إذا أرادا أن يتراجعها بالمعروف، في عدة الطلاق الرجعي لأن ربه قال ” وبعولتهن أحق بردهن في ذلك ” فإذا قال الله تعالي كذلك فكيف تقف أنت أيها الأب أو الأخ عقبة أمام رجوع الزوجة إلى زوجها، إذا اصطلحا وتراضيا على الرجوع في العدة، والمسلم لا ينزع الولد من حضانة أمه، ولا يمنعها من رضاعه، ولا ينتقم منها بأخذ ولدها حيث قال تعالي ” لا تضار والدة بولدها ” وينفق من سعته على أولاده.
وقيل أن هناك رجل لما طلقت إبنته وردت إلى بيته قال لها أتحسبين أنك ستجلسين في بيتي مجانا عليكي أن تدفعي لي شهريا ألف وخمسمائة جنيه، وبعضهم يجبر إبنته على العمل لأخذ راتبها، وربما يرفض زواجها من الأكفاء ليجعلها مصدر دخل له، فأين المروءة؟ وأين الشهامة؟ وأين الرجولة؟ وأين الإنفاق الذي أمر الله تعالي به الرجال؟