لقد خلق الله الإنسان كاملا دون نقصان ونحن بأيدينا نغير ماخلقنا عليه بأيدينا
فهناك ملايين البشر تسكن قلوبهم قلوب ولكنها ليست قلوبا عادية ولكنها قلوب سوداء لاتعرف الرحمة
قلوب قد تؤذيك بكل عنف وقسوة يسيطر عليها الحقد والغل والبغضاء عندما تقسو فإنها تظلم أقرب الناس إليها بل وأحب الناس لها لاتفرق بين حبيب وعدو أو صديق وغريب فالكل لديها سواء
سعادتها في إيذاء غيرها وفرحها في كل مكروب يصيب إنسان غيرها
قسوتها قست علي الجميع لا ينجي منها أحد طالت الصغير قبل الكبير وتسلط فيها الأغنياء علي الفقراء فإنهم لا يتعظون مما قد يحدث لها فآخر حياتنا موت ولكنهم يرون الموت كأن لم يكتب عليهم
وتعد قسوة القلوب من علامات غضب رب العالمين فهي تكون دليلا علي كثرة المعاصي والذنوب فينزع الله منها الرحمة فهم أبعد ما يكونون لله وتوعدهم الله تعالى (فويل للقاسية قلوبهم عن ذكر الله)
فحينما تجف من داخل النفس البشرية منابع الرحمة وعاطفة الإحساس بآلام الآخرين وحاجاتهم وتشتد قسوتهم فيكون العلاج إبتلاؤها بالمصائب والتي قد تردها لله لتتضرع إليه ذلا وانكسارا لإستدرار رحمته وإلا كان هلاكها حتميا
فما أشد قسوة القلوب حين يتوقف النبض وتنعدم المشاعر فلا تخشع ولا تلين فأصبحت الدنيا وملذاتها أكبر همها فتنشغل بملذاتها وشهواتها حتي تصبح قلوبها أشد سوادا
قسوة القلوب مرض أصاب الكثيرون فحادوا عن طريق الصواب فإنغرسوا في الأوحال مما أنتج إنحطاط أخلاقي وظهور آفات إجتماعية تدمر المجتمع فتفكك الأسر وإنقطعت صلة الرحم
أصبحنا نعيش في مجتمع سادت فيه تلك القلوب لقد مات الصالحون ذوي القلوب الطيبة النقية وتركونا في وسط غابة سوداء
لقد حادت عن دستور ربها والذي كتب علي نفسه الرحمة فأصبحت قلوبهم كالحجارة أو أشد منها قسوة فلم تعد للإنسانية مكان بها وصدق رسولنا الكريم حينما قال .. ألا في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلوب…