مقال

الإهتمام بالإصلاحات اللازمة وتوفير وسائل الراحة

جريدة الأضواء المصرية

الإهتمام بالإصلاحات اللازمة وتوفير وسائل الراحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن إقتفى أثره وسار على سنته إلى يوم الدين أما بعد إن من النصائح الأسرية الهامه هو مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت، حيث أنه لا يخلو فرد من الأفراد في البيت من خلق غير سوي كالكذب أو الغيبة والنميمة ونحوها، ولابد من مقاومة هذه الأخلاق الرديئة، وبعض الناس يظن أن العقوبة البدينة هي العلاج الوحيد في مثل هذه الحالات، وفيما يلي حديث صحيح تربوي في هذا الموضوع، فروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اطّلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة ” رواه الإمام أحمد، ويتبين من الحديث أن الأعراض والهجر بترك الكلام.

والإلتفات من العقوبات البليغة في مثل هذا الحال وربما كان أبلغ أثرا من العقاب البدني، فليتأمله المربون في البيوت، وكما أن من النصائح الهامه هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “علقوا السوط حيث يراه أهل البيت” والتلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية، ولذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت، وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ، فإنه آدب لهم ” رواه الطبراني، ورؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفا أن ينالهم منه نائل ويكون باعثا لهم على التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة، فقال ابن الأنباري ” لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحدا، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم”

والضرب ليس هو الأصل أبدا، ولا يلجأ إليه إلا عند إستنفاد الوسائل الأخرى للتأديب، أو الحمل على الطاعات الواجبة، كمل قوله تعالى ” واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرهن في المضاجع واضربوهن ” فعلى الترتيب ومثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ” رواه أبي داود، أما إستعمال الضرب دون الحاجة فإنه إعتداء ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لأنه لا يضع العصا عن عاتقه أي ضراب النساء، أما من يرى عدم إستخدام الضرب مطلقا تقليدا لبعض نظريات الكفار في التربية، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية.

وكما أن من النصائح الهامه هو الإهتمام بالإصلاحات اللازمة وتوفير وسائل الراحة، حيث أن من نعم الله علينا في هذا الزمان ما وهبنا من وسائل الراحة التي تسهل أمور المعيشة في هذه الدنيا، وتوفر الأوقات، فيكون من الحكمة توفيرها في البيت بالجودة التي يستطيعها صاحب البيت من غير إسراف ولا مشقة ولابد من التفريق بين الأمور التحسينية المفيدة والكماليات الزائفة التي لا قيمة لها، ومن الإهتمام بالبيت هو إصلاح ما فسد من مرافقه وأجهزته، وبعض الناس يهملون وتشتكي زوجاتهم من بيوت تعج فيها الحشرات وتفيض فيها البلاعات وتفوح القمامة بالروائح الكريهة، وتتناثر فيه قطع الأثاث المكسور والتالف، ولا شك أن هذا مما يمنع حصول السعادة في البيت ويسبب مشكلات زوجية وصحية، فالعاقل من عالج ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى