عشر رؤساء عملوا علي دعم ترامب لفوزه في مقدمتهم السيسي وبوتين وبن سلمان 7 نوفمبر 2024
تقرير يكتبه – صموئيل العشاي:
لعب عشرة رؤساء دورًا كبيرًا في دعم نجاح دونالد ترامب في الانتخابات، وكان في مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أدرك قوة الجالية القبطية في الولايات المتحدة وحشدها للتصويت لصالح ترامب. بتنسيق دقيق ومع شخصيات قبطية بارزة، تابع السيسي عن كثب تحركات التصويت وأشرف على تنشيط هذا اللوبي القوي لدعم الرئيس الأمريكي السابق. مثلت هذه الجهود جزءًا من مساعي الرؤساء لتحقيق مكاسب استراتيجية من خلال علاقاتهم مع الولايات المتحدة، بما يعكس مصالحهم الوطنية وطموحاتهم الإقليمية والدولية.
1- الرئيس عبد الفتاح السيسي
لطالما كانت العلاقات المصرية-الأمريكية محورية في توجيه السياسات الإقليمية والدولية، ومع ذلك نجح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تعزيز هذه العلاقة الاستراتيجية إلى مستويات غير مسبوقة. فالسيسي يدرك جيدًا أهمية التعاون مع الحليف الأمريكي، ومن هنا عمل على تقوية حضور الجالية القبطية في المشهد السياسي الأمريكي. هذه الجالية، التي يتراوح عددها بين أربعة إلى خمسة ملايين شخص، تمثل قوة انتخابية بالغة الأهمية في الولايات المتحدة، وهي أحد أبرز الأدلة على القوة الناعمة لمصر في الخارج.
السيسي، بخبرته السياسية وبحنكة ضابط المخابرات، حرص على توظيف هذه القوة من خلال التواصل مع شخصيات قبطية مؤثرة وبارزة، مثل الملياردير رأفت صليب، الذي لعب دورًا محوريًا في تحفيز وتوجيه الجالية القبطية نحو دعم الحليف السياسي المفضل لمصر. الجهود المصرية نجحت في إبراز دور هذه الجالية كقوة مؤثرة داخل الساحة السياسية الأمريكية، مما أعطى لمصر ثقلًا إضافيًا في رسم السياسة الإقليمية.
طموحات السيسي: يسعى الرئيس السيسي إلى تحقيق مصالح متعددة من خلال توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة. أبرز هذه الطموحات يتمثل في تعزيز الدعم الأمريكي لمصر على المستوى العسكري والسياسي، بما يعزز من الاستقرار الإقليمي ويكفل حماية المصالح الحيوية لمصر في المنطقة. كما يطمح السيسي إلى تحفيز الاستثمارات الأمريكية في المشروعات المصرية الكبرى، وهو ما سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المصري من خلال خلق فرص عمل وزيادة الإنتاجية. من ناحية أخرى، يأمل السيسي في تخفيف الضغوط السياسية التي يمارسها الكونغرس الأمريكي، والتي قد تؤثر على الأوضاع الداخلية، ما يسمح لمصر بالمضي قدمًا نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي وتعزيز التنمية المستدامة.
إن نجاح هذه الجهود يعكس مدى حرص مصر على بناء علاقات دولية متوازنة وقائمة على الشراكة والتفاهم، لتكون القاهرة، بقيادة السيسي، حليفًا استراتيجيًا لا غنى عنه في المنطقة.
2- الرئيس فلاديمير بوتين
منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، شهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن فترة من التعاون والحوار السياسي المختلف عن الحقبة التي سبقتها. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عُرف بقدراته القيادية واستراتيجياته المحكمة، استغل هذه الفرصة لتحقيق تقارب نوعي مع الولايات المتحدة في ظل سياسات ترامب التي مالَت إلى تقليل التدخلات الخارجية الأمريكية وإعطاء أولوية للمصالح الاقتصادية. هذه المرحلة أتاحت لروسيا تعزيز قنوات الاتصال والتفاهم، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على استقرار العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
يأمل بوتين في استغلال فوز ترامب المحتمل في الانتخابات المقبلة لإعادة إحياء التعاون من أجل إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، التي استنزفت الموارد الاقتصادية وأثرت على الأسواق العالمية. يرى بوتين في ترامب شريكًا قادرًا على التفاوض وإيجاد حلول سياسية تضمن إنهاء الصراع بشكل يحفظ ماء الوجه لروسيا، ما يعكس أهمية التعاون المشترك في تحقيق الاستقرار العالمي.
طموحات بوتين: يطمح الرئيس الروسي إلى إلغاء العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده، وهي خطوة ستتيح لروسيا استعادة مكانتها على الساحة الدولية من دون الضغوط الغربية المستمرة. هذه الطموحات تشمل أيضًا توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية مع واشنطن تساهم في الحد من الهيمنة الغربية وتحقق التوازن في مناطق النزاع المختلفة، مما يمنح موسكو فرصة أكبر لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري.
بوتين يسعى لتحقيق شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة تستند إلى المصالح المشتركة وتؤمن الاستقرار في الساحة العالمية. هذا الهدف يعكس رؤيته في ترسيخ روسيا كلاعب محوري في رسم خريطة المستقبل الدولي، حيث تسهم المصالح الروسية-الأمريكية المشتركة في تحقيق التوازن وإعادة صياغة السياسات الإقليمية بشكل يعكس التعاون بدلاً من الصراع.
3- ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واحدة من أبرز العلاقات التي شهدت تقاربًا غير مسبوق في السياسة الأمريكية مع منطقة الخليج العربي. هذا التقارب انعكس في دعم سياسي ومادي كبير، حيث ترددت أنباء عن دعم مالي كبير وصل إلى ملياري دولار قدمه بن سلمان لصالح ترامب. لم يقتصر الدعم السعودي على الجوانب المالية فقط، بل امتد إلى جهود متكاملة من خلال شركات العلاقات العامة لتعزيز مكانة ترامب وحشد الدعم له داخل الولايات المتحدة، مما يعكس مستوى الشراكة والتعاون بين الجانبين.
من خلال هذا الدعم، سعى بن سلمان إلى تقوية التحالف مع الولايات المتحدة، مدركًا أهمية العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين، والتي ترتكز على المصالح المشتركة في العديد من الملفات الحساسة إقليميًا ودوليًا. العلاقات الوثيقة مع ترامب مهدت الطريق لسياسات أكثر مرونة وتعاون في مواجهة التحديات الإقليمية، وهو ما انعكس إيجابيًا على دور السعودية كقوة إقليمية فاعلة.
طموحات بن سلمان: يتطلع الأمير محمد بن سلمان إلى تعزيز التحالف الاستراتيجي بين السعودية والولايات المتحدة، خاصة في مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة، بما يضمن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما يسعى بن سلمان إلى تخفيف الضغوط الأمريكية المتعلقة بملف حقوق الإنسان داخل المملكة، مع تعزيز الحوار البناء حول هذا الملف. بالإضافة إلى ذلك، يطمح إلى زيادة التعاون في المجالات العسكرية، بما يعزز من قدرات المملكة الدفاعية، وفي مجال الطاقة النظيفة، حيث تسعى المملكة لتكون شريكًا رئيسيًا في التحول نحو الطاقة المتجددة.
ومن بين الطموحات البارزة، يسعى بن سلمان لفتح المجال أمام استثمارات أمريكية واسعة في مشاريعه الكبرى مثل مشروع “نيوم”، الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي وتطوير قطاع التكنولوجيا والابتكار، مما سيعود بالفائدة على البلدين ويسهم في تحقيق رؤيته 2030 للتنمية المستدامة.
4- الرئيس الصيني شي جين بينغ https://www.abualhol.news/57344/