وفاة السيدة فاطمة الزهراء

وفاة السيدة فاطمة الزهراء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 27 أكتوبر 2024
الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأما عن وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها فقد توفيت السيدة فاطمة الزهراء في الثالث من شهر رمضان من السنة الحادية عشرة للهجرة النبوية، وكانت قد أوصت قبل وفاتها أن تغسلها أسماء بنت عميس رضي الله عنها، فغسلتها مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم صلى عليها مع العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
وكانت وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وبالتحديد في عهد أبي الخلفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقد صح في الحديث عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال ” وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ” وقد جاءت روايات أخرى بهذا الشأن، بعضها أقل من ستة أشهر، وبعضها أكثر، لكن جميع الأخبار تتفق على أن السيدة فاطمة كانت أول أهل بيته صلى الله عليه وسلم لحوقا به إلى الدار الآخرة، وأما عن عمر السيدة فاطمة الزهراء عند وفاتها فقد تعددت آراء المحققين والمؤرخين في تحديد عمر فاطمة الزهراء رضي الله عنها عند وفاتها فقد ذهب الإمام الذهبي رحمه الله إلى أن عمرها كان أربعا أو خمسا وعشرين عاما.
ووضح المدائني أنها توفيت ليلة الثلاثاء في الثالث من شهر رمضان من العام الحادي عشر للهجرة، وكان عمرها حينئذ تسعا وعشرين سنة، ووافقه الرأي الواقدي، وابن الأثير، وذهب سعيد بن غفير رحمه الله إلى أنها توفيت وهي بنت سبعٍ وعشرين سنة، إذ ورد أنه قال “ماتت ليلة الثلاثاء، لثلاث خلون من شهر رمضان، سنة إحدى عشرة، وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها” وأما عن دفن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ومكان قبرها فتجدر الإشارة إلى أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها كانت أول من صُنع لها النعش عند وفاتها كما ذكر ابن عبد البر رحمه الله، والنعش هو ما يحمل عليه الميت، ويتكون من سرير يغطى بقماش، ويوضع على القصب، أو جريد النخل، أو الخشب ليشكل قبة فوق سرير المرأة ليسترها.
وقد صُنع النعش للسيدة فاطمة رضي الله عنها استجابة لوصيتها، علما أن الإمام علي بن أبي طالب، وأسماء بنت عميس رضي الله عنهما هما من توليا غسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها ولم يسمح لأحد سواهما من الدخول عليها عند التغسيل، وقد أُصيب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بحزن شديد لفقده زوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها إلا أنه تولى أمر دفنها، وكان دفنها في الليل، وبيّن الحافظ رحمه الله أن سبب دفنها ليلا يرجع إلى وصيتها وذلك لأنها كانت تتحرى الزيادة في الستر، وقد اختلفت الروايات في بيان من صلى عليها إذ قيل إن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو من صلى عليها، وقيل إنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقيل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وقيل إنه نزل في قبرها مع علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس رضي الله عنهم جميعا.