مقال

مؤشر خطير على ضياع أساس الصلاح

جريدة الأضواء المصرية

مؤشر خطير على ضياع أساس الصلاح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 25 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم ما بعد إن ضياع الأمانة من علامات الساعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال “أين السائل عن الساعة؟ قال ها أنا يا رسول الله، قال ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة” قال كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة” رواه البخاري.

فإنه مؤشر خطير ودقيق على ضياع أساس الصلاح في النفوس، فماذا يبقى للناس إذا فقدوا الأمانة بينهم؟ فخانوا الله في دينهم، وخانوه في أعمالهم، وخانوه في حوائج الناس الذين إستأمنوهم على قضائها، ولقد أصبح فئام من مجتمعنا بعد أن إسترعاهم الله تعالي على بعض أمورنا يتفننون في التهرب من أداء أمانتهم الملقاة على عواتقهم، ويتباهون بأخذ رواتبهم من غير تعب ولا نصب، بل ويجاهرون بتحصيل الأموال الطائلة في تجارتهم بالغش والتحايل، وقيل أنه كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها تطحن الجاروشة الى أن أدمت أناملها فشكت ذلك في بعض الأيام الى بعلها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال قولي لأبيك يبتع لك خادمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله إني مفتقرة الى خادمة تعينني على اشغالي وتحمل عني بعض أثقالي.

فقال عليه الصلاة والسلام ألا أعلمك ما هو خير لك من خادم وأعز من سبع سموات وسبع أرضين فقالت يا رسول الله علمني فقال صلى الله عليه وسلم اذا أردت فقولي قبل منامك ثلاث مرات سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر‏، وفي الأخبار إنهم لم يكن لهم في البيت إلا كساء كانوا إذا غطوا به رؤوسهم إنكشفت أرجلهم وفي الليلة التي كانت فاطمة عروسا وزفت الى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان تحتها جلد شاة وكانا ينامان عليه وما كان للسيدة فاطمة من متاع البيت سوى كساء ومخدة من أدم حشوها ليف لاجرم ينادي لها يوم القيامة يا أهل الموقف غضوا أبصاركم حتى سيدة النساء فاطمة الزهراء‏، والمرأة تعز عند زوجها وتنو محبتها في قلبه بإكرامها له وكاعتها لإمره وقت خلوته ومجامعته لها وبحفظها منافعه وإجتنابها مضاره وتربيتها ولده.

وإكتنافها في بيته وقلة خروجها من خدرها وأن تكون عنده كاتمة للسر محتملة للأمر وأن تحفظ وقت طعامه ومهما علمت أن يشتهيه اصطنعته بطلاقة وجه وبشر وان لا تكلفه حاجة ثقيلة وان لا تكون لجوجة وإن تستر نفسها عند منامها وإن تحفظ سر زوجها في غيبته وحضوره‏، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى