
المثل الأعلى في حب الحبيب المصطفي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 9 سبتمبر 2023
الحمد لله الذي جعل لنا الصوم حصنا لأهل الإيمان والجنة، وأحمد سبحانه وتعالى وأشكره، بأن من على عباده بموسم الخيرات فأعظم المنة ورد عنهم كيد الشيطان وخيب ظنه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي لرضوانه والجنة، إن النبي الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الشأن لم يحتفل بمولده في حياته بل ولم يأمر بذلك أحدا من الناس وهو المبلغ للدين ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله به الدين، قال الإمام مالك رحمه الله من إبتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله تعالى قال ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا.
ولقد ضرب الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عنهم المثل الأعلى في حبهم للحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، فها هو عمرو بن العاص رضي الله عنه كما في صحيح مسلم يقول ما كان أحد إلي من رسول صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه، فهذا مثال واحد لحب الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يحتفلوا بمولده، ثم أليس في عدم إحتفالهم إتهام لهم عند من يرى الإحتفال بأنهم لا يحبون النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم، فحقيقة الإحتفال بالمولد أنه تشريع مضاهي لتشريع الله تعالى فسبحانه وتعالي القائل ” أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله “
فأين الأذن من الله تعالي بعمل هذا العمل المحدث؟ فقال الله تعالى كما جاء في سورة الجاثية ” ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ” فالأحكام التشريعية لا تؤخذ إلا من طريق واحد هو طريق الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم وما كان سواء ذلك فهو تشريع باطل محدث لا يقبل، والإحتفال بالمولد دخل إلى بعض أفراد هذه الأمة بلباس حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، وحقيقة المحبة هي إتباعه صلى الله عليه وسلم قلبا وقالبا وليس وضع طريقة وهدي لم يضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإستحسان شيء لم يشرعه الله ولا رسوله لا يتفق مع زعم المحبة، فالعقل لا يستقل في إدراك الأمور الشرعية بل لابد من الوحي لمعرفة الشريعة وتقرير الأحكام.
والإحتفال بالمولد النبوي إن كان دينا فلا بد أن يذكره الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يذكره الله تعالى فهو ليس من الدين، فالدين قد كمل ولم يقبض الله نبيه إلا وقد بيّن لها دينهم كاملا، فاللهم اجمع على الخير شملنا، اللهم اجمع على الخير شملنا، وقوّي أواصر الألفة والتراحم بيننا، واجعلنا من عبادك الطائعين، وارزقنا التوجه إليك وحسن اليقين، واهدنا للعمل بكتابك المبين، ووفقنا لاتباع سنة سيد المرسلين، واجعله شفيعنا وقائدنا يوم الدين، اللهم بفضلك ارحمنا وبحفظك أكرمنا، اللهم أغثنا ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض.