
الدولة التي إبتدعت الإحتفال بالمولد النبوي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 9 سبتمبر 2023
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد إن هذه الدولة التي أحيت وإبتدعت الإحتفال بالمولد النبوي دولة كافرة فاسقة بإجماع المحققين من أهل العلم، فقد عطلت الإسلام وجحدت السنن والآثار وفي ولايتهم أرغم المصريون على سب الصحابة الكرام أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب والسيدة عائشة رضي الله عنهم أجمعين، ومنع الناس من صلاة التراويح ومن السعي لطلب الرزق نهارا وإنتشر الرعب والقتل حتى أكل الناس في زمانهم بعض البهائم والحيوانات التي لا تؤكل في المعتاد، وهذه الدولة يرى بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي.
أنها تنحدر من أصل يهودي أو مجوسي ولم تعرف الأمة هذا الموالد قبل هذه الدولة فهل هي أهل للإقتداء بها، وقد تتساءل إذا لم يكن هناك دليل يرغب على الإحتفال بالمولد النبوي الشريف فكيف أقاموا هذا الإحتفال؟ فإنه لاشك أنه لا يوجد دليل البتة وإنما شبهات وإستدلال بعيد، وأهم أدلتهم هو أنه تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد إنتفع به الكافر فقد ذكر السهيلي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال، فقال ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، وكانت ثويبة، ولقد جعل علاقة الفرح والسرور بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
هو الإحتفال بالمولد جهل شديد بالدين، وتشبيه بالنصارى حيث جعلوا هناك يوما للأم شكرا لها وتقديرا وعرفانا لما بذلته في تربية أبنائها ثم هجرانها طوال العام، وحقيقة الفرحة هو الإتباع والإقتداء به عليه الصلاة والسلام، وأنه لم يثبت في تحديد ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحديدا صحيحا، وإن الإستدلال بالمنامات والرؤى لإثبات عمل تعبدي أمر باطل، فالمنامات لا يؤخذ منها حكم شرعي البتة بخلاف رؤيا الأنبياء فإنها حق، فقولكم لا حجة فيه، وقال الشاطبي ” الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها، وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة.
وأما إستفادة الأحكام فلا، وقد إنعقد الإجماع كما ذكر ذلك القاضي عياض، على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب ولكن بعضهم أشد عذابا بحسب جرائمهم، وعلى تقدير القبول فإن قول عروة بن الزبير رضي الله عنه لما مات أبو لهب أريه بعض أهله إلى آخره خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به، فسقط إستدلالكم بالمنامات لعدم صحة الخبر، هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ، أو سهو، أو نسيان، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.