مقال

لا يلج النار رجل بكى من خشية الله

جريدة الأضواء المصرية

لا يلج النار رجل بكى من خشية الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 25 أغسطس 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد إن حقيقة التقوى كما عرفها لنا العلماء وهي الصيانة والحذر والحماية والحفظ، وهي كمال توقي الإنسان عما يضره يوم القيامة، وذلك بفعل المأمورات وتجنب المحرمات والمنهيات، وقيل التقوى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك، وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ” التقوى هو ترك الإصرار على المعصية وترك الإغترار بالطاعة “

وقال أيضا” الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل ” وقيل أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ” وقيل ألاّ يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك، وقال طلق بن حبيب التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله ” وإن التقوى حساسية في الضمير وشفافية في الشعور وخشية مستمرة وحذر دائم وتوق لأشواك الطريق، وقال بعض السلف لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبيّ بن كعب رضي الله عنه عن التقوى ؟ فأجاب أبي أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال بلى قال فماذا عملت قال شمرت واجتهدت قال فذلك التقوى، وقال أحد العلماء بأن جماع التقوى في قوله تعالى.

” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في معنى قوله تعالى “اتقوا الله حق تقاته” أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ” ويقول الله جل في علاه واصفا عباده المؤمنين إذا سمعوا آياته وبيناته ” إذا تتلي عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا” وقال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم” وعن أبي الجلد جيلان بن فروة قال قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال “إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه ؟ قال جزاؤه أن أحرّم وجهه على لفح النار، وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر”

فاللبكاء عباد الله قيمة شرعيه تعبديه، والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته، والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته، فقيل أنه بكت أم أيمن رضي الله عنها لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالا لها يا أم ما يبكيك ؟ يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله صلي الله عليه وسلم، قالت بلى أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلي الله عليه وسلم ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء، فبكت همّا وحزنا وخوفا على الأمة بعد نبيها المصطفي صلي الله عليه وسلم، فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم، فمنهم من بلّ الأرض بدموعه، ومنهم من إذا ذكرت النار خرّ على وجهه مغشيا عليه، بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه، ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمّر وجهه، وسالت دموعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى