الصراع من أجل تحقيق الذات بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، أن من صفات الزوجه النكدية هو الصراع من أجل تحقيق الذات وللأسف أن على الكثير من نساء الأرض الصراع من أجل تحقيق الذات، لأن معظمهن يواجهن المشكلات والعوائق في الأسرة أو المجتمع ككل، وهذا يجعلها تتحمل وتمتص الكثير من السلبية ممن حولها، وقد تخرج هذه السلبية عن طريق النكد، وكذلك المقارنة، فعندما تقارن المرأة نفسها بأختها أو صديقاتها أو بالنساء اللاتي تشاهدهن في التلفاز أو على مواقع التواصل الإجتماعي ستشعر بالنقص، وبأفضليتهن عليها في المظهر الخارجي أو أسلوب الحياة أو معاملة أزواجهن لهن.
وكذلك الصورة النمطية، فعندما نكثر من ترديد عبارة أن كل النساء نكديات تترسخ في عقول النساء هذه العبارة ويبدأ العقل بأخذها على أنها حقيقة ويتصرف بناء على ذلك، وقد تكون أنت أيها الزوج نكدي وهي تبادلك هذا السلوك، واعلموا أن النكد من أقوى الوسائل وأمضى التصرفات التي تستخدمها الزوجة عندما تريد أن تقول شيئا ما لزوجها وهي تعلم من خلال تجاربها الحياتية معه بأنه لن يتجاوب معها وكثيرا ما يؤدي غياب قنوات التواصل الحواري بين الزوجين إلى لجوء الزوجة لإفتعال المشاكل لإثارة هذا الرجل المتبلد الذي لا يحرك ساكنا ولا يكترث بمشاعر زوجته ولا معاناتها، ولاشك أن للنشأة والتربية علاقة بهذا السلوك فالتي تكبر وهي تشاهد أمها تستخدم هذا الأسلوب مع والدها تتشرب هذه السلوكيات وتبدأ لا شعوريا بتقليد أمها.
كما تلعب نصائح الصديقات التي لا يجب الأخذ بها دوما دورا في إستخدام النكد كأسلوب لتحصل الزوجة المهضومة على ما تريد من زوجها أيضا تتسبب الرتابة والملل اللذان يخيمان على عش الزوجية في إشاعة جو النكد، فيا أيتها الزوجه تجنبي أن تكوني المرأة النكدية، وتوقفي عن الغضب بأن تكوني امرأة لطيفة في معظم الأحيان ولا تلتزمي في سلوكيات الغضب أو العصبية حتى تتمكني من خلق أوقات لطيفة وممتعة مع الآخرين، وكوني لطيفة مع الجيران بشكل خاص إذا كان هناك أي أطفال بين الجيران، وكوني لطيفة معهم وتحدثي إليهم، وأخبريهم بعض القصص الطريفة عن نفسك وعن طفولتك، واسمحي لهم بين الحين والآخر أن يلعبوا في ساحة منزلك ويقضون وقتا رائعا، لن ينتهي بك الحال بأن تكوني المرأة النكدية التي تسكن البيت المجاور.
وحاولي أيتها الزوجة أن تكوني صبورة مع الأشخاص المقربين منك ومع الأطفال أيضا، فقد يكونون مزعجين في بعض الأحيان ولكن الصبر سوف يساعدك في بناء علاقات لطيفة معهم، وانفتحي على التكنولوجيا والأجيال الحديثة فلا تجدين الكثير من التوافق مع الأجيال الحديثة أو التكنولوجيا، أو تواجهين مشكلة في بناء علاقة معهم، إلا أن تلك بوابتك لمعرفة طرق جديدة للسعادة وللترفيه عن نفسك، وليس عليك تفويتها، واتركي الضغائن لا تحملي الحقد في قلبك، فلن يساعدك ذلك بشيء إلا أنه سيزيد من سوء حالتك المزاجية، ويجعلك المرأة النكدية بشكل أكبر، لذا حاولي التخلي عن الضغائن القديمة أولا بأول، ولا تحملي منها شيئا في قلبك، وحافظي على التواصل البقاء نشيطة وإجتماعية يساعدك على البقاء في صحة جيدة جسديا وعاطفيا.
والذي بدوره يساعدك في الإبتعاد عن النكد مثل أن تتطوعي في المجتمع، واعملي على مساعدة الأشخاص المحتاجين في أي شيء تعرفينه، وقومي بزيارة مراكز كبار السن أو المراكز الترفيهية، وشاركي في أنشطة جديدة، وانضمي إلى المجموعات التي تركز على الأنشطة التي تستمتعين بها مثل المشي لمسافات طويلة، أو لعب الورق، أو نوادي القراءة، واستمري في تعلم أمور جديدة من خلال الإنضمام إلى الفصول الدراسية، أو تعلم لغة جديدة، أو تحسين بعض المهارات التي لديك.