مقال

نفسي وذاتي .. بقلم حماده صبري

نفسي وذاتي .. بقلم حماده صبري

أنا ذلك المخلوق الذي طوته الليالي ساهرا، أفكر في ذاتي أتحاور معها وأجادلها وتجادلني تحنو علي تارة وتشفق علي تارة أخرى.

 

ظلمتها لسنوات، جئت عليها لأرضي من حولي، قاومت طيبتي ونهرت عنادى لنفسي، كانت تهون علي لحظات يأس شعرت بها في ليال عدة، سالت من خلالها قطرات عيني، لا أحد ممن تخيلت وجودهم بجواري، أشفقت على وحدتي وعذابي، مرت علي سنوات عمرى دون أن أدرى دون توقف، كقطار يبحث عن محطة يتوقف عندها.

 

أصارعها حاولت ترويضها مرات عدة دون جدوى، كانت أشبه كوحش كاسر لا يخاف أحد، حولتني إلى طفل وديع يريد من يحنو عليه ويلاطفه، عزلتني عن كل شئ.

 

 رفضت من يحاول أن يستحوذ عليها وعلى كرامتى، انجذبت وراء كلمة صادقة، خرجت كسهم اخترق أسوارها، استسلمتْ لعاطفة شعرت من خلالها بالسعادة والطمأنينة.

 

ذاتي ..أتكونين ملاذي أم تكوني رحلة عذابي ؟؟ من تكونين ؟؟حيرتي جعلتْ مني كاتبا يمسك تلك الأقلام ويخرج ما في جعبته في لحظات صمت تعود الدهر عليها، تلاشت من بين كلماته السعادة التي ظل يبحث عنها بين سطوره، فتسممت كلماته بمصيره وبمن حوله، الكل أخذ يستنزف منه قواه وهم يبتسمون إلي، أن تحول إلى كهل لا يقوى على حمل تلك الأقلام فوقعت من بين أصابعه وانسكب حبرها بين السطور وتوقفت حركات أصابعه أأقتربت الساعة وأقبل الرحيل أم ماذا ؟

نفسي وذاتي .. بقلم حماده صبري

ذاتي .. أين أنا في دنياهم التي يعيشون فيها ولم يشعروا بك

 

ذاتي .. أأقبل الرحيل تاركين لهم دنياهم بدون ذكرى؟

 

ذاتي أشاهدك وأنتي تصطنعين الابتسامة لتخبئى من وراؤها سنوات قست علينا وهوت بنا إلى الهاوية، أتخادعينني أم تخادعين من حولك لا أدرى لما هذا المصير، كتب لنا لا علينا أأنتظرك للرحيل لتأخذيني بعيدا منفردا بك؟

 

ذاتي .. أقبل عليّ رحيل آخر، فلا تحزنى عليا فغدا نلتقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى