أخبار مصر

حكاية المساجد فى مدينة غزة فى العصر المملوكى

جريدة الأضواء المصرية

حكاية المساجد فى مدينة غزة فى العصر المملوكى
كتبت : د.نسمة سيف
اهتم المماليك بعمارة المساجد فى أرجاء الدولة المملوكية عامة وفى غزة بصفة خاصة الأمر الذى جعلها من أهم المدن الإسلامية التى تحتوى على المساجد التراثية ، بلغ عددها، حسب كثير من الشواهد والحجارة التأسيسية التي وجدت متناثرة في أماكن متفرقة حوالي سبعون مسجدا غير المزارات المختلفة، وللأسف الشديد لم يتبق من تلك المساجد محتفظا بوظيفته، وبجزء ولو يسير من مبناه الأثري، إلا القليل الذي لا يتجاوز13 مسجدا، ورغم أهمية المساجد الأثرية المتبقية، إلا أن بعضها يتعرض للإهمال، وبعضها الآخر للتدخلات الخاطئة للحفاظ عليها، وهو ما يهدد بقاءها كرموز معمارية تراثية تعبر عن الحضارة والعمق الإسلامي بغزة.، وتأتى البداية مع الاهتمام بالمسجد العمرى الكبير وتجديده وتطويره ، فقد أضاف فيه السلطان المملوكى “حسام الدين” المعروف بالمنصور لاجين الباب الشرقى والمئذنة عام (690 ه/1291 م)، كما أضاف الملك الناصر محمد بن قلاوون فيه زيادة عام (730 ه/1329-1330 م).
جامع ابن عثمان:
يأتى بعد الجامع العمرى الكبير من حيث الحجم ومتانة البناء ، ويقع فى حى الشجاعية ، وسُمى بذلك نسبة لبانيه أحمد بن عثمان بن عمر بن عبد الله الحنبلى (ت 805 ه/ 1402م)، من رجال القرن الثامن الهجرى ، كان صالحًا دينًا خيرًا بصيرًا ، أما الذى أمر بإنشاء هذا الجامع فهو المقر الأشرف العالى (أقبغا الطولوتمرى الملكى الناصرى) بتاريخ رجب عام (802 ه/1404 م).
ولمكانة هذا الجامع فقد أوقفت له أوقاف عديدة زادت على اثنى عشر مصدرًا : مزارع بالقرب من خان يونس وأرض زراعية أخرى بالقرب من قرية بيت لاهيا ودكاكين ومعاصر وبيوت بنفس الحى رُصدت له فى أواخر القرن التاسع الهجرى لاستمرار تواجده كمركز دينى وثقافى مرموق .
وتضمن هذا الجامع قبر “بلخجا” ، وهو رجل صالح ، ومبارك أصله من مماليك السلطان برقوق، وقد دُفن فيه عام (850ه/ 1446 م) ، وأوقفت الأوقاف للإنفاق على المسجد .
جامع كاتب الولاية
يمتــد جامــع كاتــب ولاية علــى مســاحة 377 متــرًا مربعــا، ويرجــع تاريــخ بنائــه إلى عـــام 1432، زمـــن الســـلطان المملوكـــي محمـــد بـــن قلاوون ، وسمى بمســجد (كاتــب ولاية) بعــد أن قــام بتجديــده الوالــي العثمانــي أحمــد بــك كاتــب الولايــة زمــن الســلطان مــراد بــن ســليم الثانــي عــام 1587 م .
جامع الجاولى :
يقع فى حى الزيتون أنشأه الأمير علم الدين سنجر الجاولى نائب السلطانة المملوكية بغزة قى الفترة ما بين (711-745 ه/1311-1345م)، وأشار لحسنه وجماله الرحالة المقدسى البشارى والعبدرى وابن بطوطه وأضاف الأخير أنه ذا “بناء أنيق محكم الصنعة ومنبره من الرخام الأبيض وعامرًا فى أيامه وذكر عبد الغنى النابلسى أنه كان كبيرًا وواسعًا من الداخل ، ولكنه خرب (تهالك مع مرور الوقت) جامع الشمعة :
يقع بأخر النقطة المحددة من الجهة القبلية عند باب الدروام، وبه إيوانات شمالية وغربية وتقام فيه صلاة الجمعة ، أنشأه الشمعة التاجر المصرى الكبير فى مطلع القرن الثانى عشر بسبب أنه أرسل ولده “لغزة ” لتحصيل ماله عند تجار “غزة” ، وتأخر بسبب كثرة المطر وانقطاع الطريق على المسافرين بمناعة وادى “غزة” ، وانقطع خبر ولده عنه ، ولما أتاه سالمًا وأخبره عن أسباب تأخره أراد أن يبنى بذلك المال جسرًا على الوادى ، فتعذر بناؤه لحاجته إلى أموال أكثر ، فاختار أن يبنى به جامع فبنى به الجامع المذكور ، ونسب إليه ونقل إليه كثير من بلاط وأحجار “جامع الجاولى” حتى التاريخ الذى كان على بابه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى