مقال

الدكروري يكتب عن إتباع الأوامر وإجتناب النواهي

الدكروري يكتب عن إتباع الأوامر وإجتناب النواهي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 24 يوليو 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، إن الواجب على المسلم التسليم لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في اتباع الأوامر واجتناب النواهي، فقال الله تعالى فى كتابة العزيز فى سورة الأحزاب ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ” وإن موضوع مس الكلاب وملاعبتهم ينقض الوضوء ولا صلاة بغير وضوء لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” لا صلاة لمن لا طهور له” وهذا هو البلاء العظيم والمنكر الخطير، فالصلاة عمود الإسلام، من حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، من تركها كفر.

لقول النبي صلى الله عليه وسلم “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” وهذا يعم الرجال والنساء، ويقول صلى الله عليه وسلم ” بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة فلا يجوز للمؤمن التساهل بهذا الأمر ولا للمؤمنة، ولا يجوز للرجل فعلها في البيت، بل يجب الخروج إلى المساجد، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر وجاءه رجل فقال يا رسول الله، أنا رجل أعمى ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب فلم يرخص له النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعمى ليس له قائد يلائمه، فكيف بحال الصحيح البصير؟ وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال”لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيؤم الناس،

ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم” وهذا يدل على عظم الأمر، فالواجب علينا هو العناية بالصلاة والمسارعة إليها في المساجد، والحذر من التكاسل عنها والتثاقل، فإن الكسل عنها والتثاقل من صفات أهل النفاق نعوذ بالله من حالهم، ثم من المعلوم أن الله سبحانه خلق الثقلين لعبادته، والعبادة لابد فيها من العلم، والإنسان لا يعرف العبادة التي كلف بها إلا بالتعلم والتفقه في الدين، والله يقول ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فما هي العبادة التي لا بد أن تتعلمها، ولابد أن تتفقه فيها؟ هي كل ما شرعه الله وأحبه لعباده من صلاة وزكاة وصوم وغير ذلك، والشخصية المسلمة بحكم كونها مسؤولة وصاحبة رسالة سامية في الحياة.

وجب عليها أن تكون شخصية اجتماعية فعالة مؤثرة، تخالط الناس وتصبر على أذاهم، وتعاملهم بخلق الإسلام الرفيع الذي يميرها عن غيرها من البشر، وحيثما وجد الشخص المسلم الواعي، كان منار إشعاع ومشكاة هداية، ومصدر توجيه وإرشاد وعامل بناء وتسديد، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وذلك لأن الشخصية المسلمة التي استنارت بهدي ربها في القرآن المجيد، وارتوت من معين السنة المطهرة، شخصية اجتماعية راقية مؤهلة لتقوم بواجبها الدعوي ومسؤليتها تجاه مجتمعها، في هذا كله تجسدت شخصية المسلم السوية كما أرادها الإسلام أن تكون، ومع هذا لا بد من وقفة قوية من المسلمين الصادقين ودعاة الخير في العالم الإسلامي من حماية هذه الشخصية من قوى الشر التي تستهدف هذه الشخصية من أجل تلويثها أو تضليلها وإضلالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى