مقال

يومئذ تحدث أخبارها

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن يومئذ تحدث أخبارها
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله إن كل مكان من الأرض سجدتم لله فيه سجدة سيشهد لكم أمام الله يوم القيامة، حيث قال تعالى ” يومئذ تحدث أخبارها” نعم ستتكلم الأرض بأمر من الله ستقول فلان شرب الخمر مع فلان، فلان ذهب إلى الفجور والزنا، فلان لم يعمل في عمله بأمانة، فلان سرق من أموال الناس، فلان غش في بيعه، فلان ظلم، ستشهد عليك يا ابن ادم، ستشهد على كل معصية فعلتها عليها، وستشهد كذلك لأهل الخير بالخير ستقول فلان سجد عليّ وبكى، فلان تلا كتاب الله.

فلان سعى إلى المساجد، فلان نصر مظلوما، فلان تصدق على الفقراء، فلان عبد الله وصلى، وستشهد لأهل الطاعات بطاعاتهم، ولذلك اسمعوا إلى وصية أبي الدرداء الصحابي الجليل وهو يقول “اذكروا الله عند كل حُجيرة وشجيرة لعلها تأتي يوم القيامة تشهد لكمط وهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول ” من سجد في موضع عند شجر أو حجر شهد له يوم القيامة عند الله” وقال عطاء الخراساني ” ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت” وعن الحكم رضي الله عنه قال ” رأيت أبا أميّة صلى في المسجد الحرام الصلاة المكتوبة، ثم تقدم فجعل يصلي ههنا وههنا، فلما فرغ قلت له ما هذا الذي رأيتك تصنع؟ قال قرأت هذه الآية ” يومئذ تحدث أخبارها ” فأردت أن تشهد لي يوم القيامة.

وهذا درس من أبي أمية لكل المسلمين وهو لا تصلوا في مكان واحد بل غيروا أماكن الصلاة والعبادة كي تشهد لكم يوم القيامة، ونحن نشاهد اليوم الكثير من المسلمين وخاصة الكبار من يأتي إلى المسجد ولا يصلي إلا في مكان واحد وكأنه قد اشتراه فلا يرضى لأحد أن يصلي فيه بل هو مكانه الذي يعرفه المصلون، فداوموا على الصلاة والسجود وحافظوا عليها على طول الدوام فطوبى لمن شهد له المكان بالذكر والتلاوة والصلاة ونحوها وويل لمن شهد عليه بالزنا وشرب الخمر والسرقة والظلم، واعلموا يرحمكم الله إن من ترك الصلاة والعبادة بعد رمضان فإن الأرض بما حوت تلعنه وتديم اللعنة عليه وقد جاء في الأثر أن تارك الصلاة تلعنه اللقمة التي يأكلها والشربة التي يشربها فتقول لعنك الله تأكل من رزق الله ولا تؤدي حق الله.

فتارك الصلاة تلعنه الكائنات، والعجماوات، تتضرر النملة في جحرها من تارك الصلاة، وتلعنه الحيتان في الماء لأنه ترك الصلاة، فتارك الصلاة تلعنه الصلاة نفسها، فهل تحب أن تشهد لك الأرض بالخير؟ أم تحب أن تلعنك وتشهد عليك أمام الله؟ فاللهم ردنا غلي دينك ردا جميلا واللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان وأمدهم بمدد من عندك وجند من جندك واحفظ ديارهم وأموالهم وأهليهم ورد عنهم بقوتك وجبروتك، اللهم وفق أولياء أمورنا للعمل بما يرضيك واجعلهم هداة مهتدين، سلما لأوليائك، حربا على أعدائك ووحد على الحق كلمتهم ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأحبابنا ولجميع المسلمين وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى