خواطر وأشعار

دراسة نقدية لقصيدة الشاعرة التونسية

جريدة الاضواء

دراسة نقدية لقصيدة الشاعرة التونسية (د.آمال بوحرب).
بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت .العراق-بابل.

وكأنَّ شَفَتيك أمواجٌ تُعَلِمُني

قُبلَةَ المَدِّ والجَزرِ

وكأني هاوِيَةٌ أتَعَلَمُ الإِبحارَ

بَينَهُما

لأستَقي الشَهدَ وأتَقِنُ العَومَ

حَدَّ الغَرَق

وكأن ّقلبي لا هو حر ّقد

أطلقت َسراحه

ولاحُكم بالاعدام وقيدت

اوردته احتراقا

بهجر الوصل ِضاق عمرا

وعلّت حروفي

يا راكب الهوى ارخه

الحبل قليلا

أو اتقن ودا شدّ الوثاق

تبدأ قصيدة الشاعرة(آمال بو حرب)بمشهد رومانسي وبلغة شفيفة تهب المتلقي فضاءا من الاسترخاء،وامتدادا من الخيال يجعله يعيش حلمه الوردي.
،،،وكأنَّ شَفَتيك أمواجٌ تُعَلِمُني

قُبلَةَ المَدِّ والجَزرِ،،،؛
عملت الشاعرة على خلق اهتزازات عصبية وحسية انبلجت من بين شفتيه،كاهتزاز الموج في تقبيل ساحله بين مد وجزر ؛كل ذلك يدل على فيض من الاحاسيس والنشوة الرومانسية:انه العناق الروحي-الحسي والمادي-الجسد.توظف الاستعارة المجازية لتسليط الضوء على فكرة النص.
،،،وكأني هاوِيَةٌ أتَعَلَمُ الإِبحارَ

بَينَهُما ،،،؛
وتتخذ من الهواية دلالة لغوية تعبر عن احاسيسها وعاطفتها، فهي تجيد جزئيات اللعبة الرومانسية؛فالابحار يعزز الاصرة الجسدية والروحية، حيث تعمل امواجه على دغدغة الاحاسيس والاثارة الجسدية، ومن ثم تغوص الشفاة بين ثنايا امواج البحر-الذات الاخرى، عندها يتخلص المرء من التوتر والقلق .
،،،لأستَقي الشَهدَ وأتَقِنُ العَومَ

حَدَّ الغَرَق،،، ؛
توظف الشهد كدلالة على النشوة،وتستخدم ثنائية الظاهر-العوم،والباطن-الغرق ، لتعبر عن حركة الجسد ما بين السكون -العوم،والغليان الحسي والعاطفي-الغرق ؛ وهذا ما يشير الى التوازن الروحي والجسدي .

،،،وكأن ّقلبي لا هو حر ّقد

أطلقت َسراحه

ولاحُكم بالاعدام وقيدت

اوردته احتراقا،،، ؛
تعد ذاتها سجينة القلب،تتأرجح ما بين الانعتاق والقيد،تترقب قرار السجان مابين الحياة والموت،بين مبالاتها وعشعشة حبه في محاجرها الذهنية والقلبية، واللامبالاة من الآخر الذي اوقد اوردتها بعذابات الزمن-الانتظار. اصبحت اسيرة هواه،لا حاطة ولاطائرة، يدعبها الموج وفق ما تحلو له الرياح .يظهر النص مساحاته السوداء اكثر من بياضه، وهذا ما يحمل دلالة المعاناة العاطفية والنفسية، فضلا عن توازن النص بيانيا .
،،،بهجر الوصل ِضاق عمرا

وعلّت حروفي،،،؛
يحمل الهجر دلالة عاطفية ذاتية،ويوقظ الخوف لديها، وشعورها بالانعزالية والوحدة . تمنح النص التوافق المكاني -الهجر ،والزماني -ضيق العمر ؛هذه الثنائية تساهم في بناء النص مع الدلالات اللغوية ، والصور الاستعارية:اي خلق حركة دائبة للجمل الشعرية.
،،،يا راكب الهوى ارخه

الحبل قليلا

أو اتقن ودا شدّ الوثاق،،، ؛
تستخدم الطباق اللفظي بين -ارخه وشد-وهذا ما يمنح النص مشهدا عاطفيا دراميا،يحرك مايختلج في رؤية المتلقي . تعاني من الضيق وحسرة اللقاء ،وتخاطب الذي استبد القلب واستبعده وسار بقلبه لا بعشقه.يستوطن النداء ما بين الارخاء والشد -الفعل ورد الفعل . تصور الهوى كناية عن صهوة الجواد ، وهذا ما يعزز القيم البلاغية والجمالية للنص.دراسة نقدية لقصيدة الشاعرة التونسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى