مقال

نبذة عن حياة صحابة رسول الله الحلقة الرابعة والعشرين حب رسول الله

جريدة الاضواء

نبذة عن حياة صحابة رسول الله
الحلقة الرابعة والعشرين
حب رسول الله
نزل في شأنة ايات تحريم التبني
ونال شرف ذكر اسمه في القرأن
هو …..👇
زيد ابن الحارثة

عندما خيره أبوه وعمه بينهم وبين البقاء مع سيدنا النبي …..
فقال لقد رأيتُ من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبدا فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه إلى الحِجْر، فقال: أشهدكم أن زيداً ابني ، أرثه ويرثني، فلما رأى (أبوه وعمه) ذلك طابت أنفسهما”.
رضي أهل زيد بما اختاره ابنهما وانصرفوا، ومن ذلك الوقت أصبح يقال له زيد بن محمد وكان ذلك قبل البعثة النبوية .

ما نزل في شأنه من آيات لتحريم التبني ……
لقد كان التبني معمولاً به قبل الإسلام ثم نُسِخ وحُرِّم، قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ}(الأحزاب:4):
“هذا هو المقصود بالنفي، فإنها نزلت في شأن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبنَّاه قبل النبوة ، وكان يقال له: “زيد بن محمد” فأراد الله تعالى أن يقطع هذا الإلحاق وهذه النسبة بقوله: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} كما قال في أثناء السورة: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}(الأحزاب:40)، وقال هاهنا: {ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ}(الأحزاب:4) يعني: تبنيكم لهم قول لا يقتضي أن يكون ابناً حقيقياً، فإنه مخلوق من صُلْب رجل آخر ، فما يمكن أن يكون له أبوان ، كما لا يمكن أن يكون للبشر الواحد قلبان”، وقال القرطبي: “.. وقال النحاس: هذه الآية ناسخة لما كانوا عليه من التبني وهو من نسخ السنة بالقرآن”. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (ما كُنَّا ندعو زيدَ بن حارثةَ إلا زيد بن محمدٍ، حتى نزل في القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ}(الأحزاب:5)) رواه مسلم.

لقد رفض زيد بن حارثة رضي الله عنه الرجوع إلى أبيه وعمه وأهله، لا لأنهم كانوا قساة عليه، ولكن من يعاشر النبي صلى الله عليه وسلم يستحيل أن يقبل ويختار أن يكون عند غيره، بل سيفضل أن يكون عبداً عند النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون حراً في مكان آخر. وقد أحس وشعر زيد رضي الله عنه بقربه من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنِس برحمته وشفقته ورأفته، وشرِف بٍصُحْبته، وعلِم أن هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا يضاهيه أحدٌ مكانة أو شرفاً ، ولذلك اختار وآثر زيد النبيَّ على أبيه وعمه وأهله. ولما حرَّم الإسلام وأبطل التبني وأصبح زيد رضي الله عنه معروفاً بزيد بن حارثة بعد أن كان معروفاً بزيد بن محمد، عوّضه الله عز وجل عن شرفه بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم بأنِ انفرد وحده بمنقبة عظيمة دون الصحابة جميعاً رضوان الله عليهم، إذْ لم يُذْكَر اسم أحَدٍ في القرآن الكريم، إلا لنبي من الأنبياء ولم يذكر اسم أحد من الصحابة الكرام إلا زيد بن حارثة رضي الله عنه، وذلك في قول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا}(الأحزاب:37)، قال السهيلي: “كان يقال: زيد بن محمد حتى نزل: {ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ} فقال: أنا زيد بن حارثة، وحُرِّم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد، فلما نُزِع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، أكرمه الله وشرَّفه بخصوصية لم يَخُصْ بها أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أنه ذكره باسمه في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا}، وفي ذلك تأنيس له، وعِوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم له”.
يتبع ….

دكتورة_لبني_يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى