الدكروري يكتب عن التمسوها في العشر الأواخر بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الاثنين الموافق 25 مارس 2024
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له ما في السماوات وما في الأرض ومابينهما وما تحت الثرى أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هو أخشى الناس لربه وأتقى، دلّ على سبيل الهدى وحذر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان وعن فضل قيام ليلة القدر، وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر” رواه البخارى ومسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى” رواه البخارى، فهى في الأوتار أحرى وأرجى إذن، وفي صحيح البخارى عن عبادة بن الصامت قال خرج النبى صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى” أى تخاصم وتنازع رجلان من المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم “خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة” رواه البخارى، وفى هذا الحديث دليل على شؤم الخصام والتنازع، وبخاصة في الدين وأنه سبب في رفع الخير وخفائه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية لكن الوتر يكون باعتبار الماضى فتطلب ليلة إحدى وعشرين.
وليلة ثلاث وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى” فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنان والعشرون تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدرى في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبى صلى الله عليه وسلم في الشهر، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه، وليلة القدر فى السبع الأواخر أرجى، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، فى السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر” رواه البخارى ومسلم، وهناك روايه لمسلم ” التمسوها فى العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغلبن على السبع البواقى” وهى فى ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” ليلة القدر ليلة سبع وعشرين” رواه أحمد وأبي داود، وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى أبيّ بن كعب رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، وقال زر ابن حبيش، فقلت بأى شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها” رواه مسلم.