الدكروري يكتب عن تخصيص ليلة النصف بعبادة بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فضائل شهر شعبان وأما عن تخصيص ليلة النصف من شعبان بعبادة؟ فإن من السلف كما ذكر ابن تيمية والهيتمي من كان يعظم ليلة النصف من شعبان، ويجتهد فيها، ومنهم من نهى عن ذلك، وقيل فرددنا هذه المسألة إلى كتاب الله وسنة رسوله، فوجدنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأمر المحدث، والمحدث ما لا دليل فيه، فقال صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد” رواه البخاري ومسلم، فلا يشرع أن يخص المرء ليلة النصف من شعبان بصلاة وقيام.
ولا يومها بصيام، ففرق بين فعل العبادة، وبين تخصيصها بزمان أو مكان، فقال رسولنا عليه الصلاة والسلام مؤصلا ذلك ” لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم” رواه مسلم، أما الدعاء فقد ثبت ما يدل على مشروعية الإكثار منه فيها، وأنه لا صيام بعد النصف من شعبان، فقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ” إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” رواه أبو داود، وقد ذهبت طائفة من أهل لعلم إلى أن هذا الحديث لا يصح، منهم الإمام أحمد رحمه الله، وممن صححه من قال بأن النهي للكراهة، وليس للتحريم، وتستثنى هذه الصور من الكراهة الأولى هو من اعتاد أن يصوم صوما صام ولو انتصف شعبان.
والدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ” لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه” رواه البخاري ومسلم، والثانية وهو من أراد أن يصوم معظم شعبان كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثالثة وهو من كان عليه قضاء أو صوم واجب، فلا خلاف في وجوب صومه ولو انتصف شعبان، ومن الأحكام التي نحتاج إلى التعرف عليها إذا انتصف شعبان مسألتان وهو أن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الشك، وهو الثلاثين من شعبان، حيث قال عمار رضي الله عنه ” من صام يوم الشك فقد عصي أبا القاسم صلي الله عليه وسلم” رواه البخاري، ويوم الشك هو الثلاثون من شعبان.
وهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم من شعبان لغيم ونحوه، وعلى كل مسلم أن يصوم مع دولته وأن يعتد بتقويمها، فهذا هو رأي المحققين من أهل العلم في هذا الزمان، أسأل الله أن يجمع على الحق كلمة المسلمين، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم وفق ولاة أمر المسلمين للحكم بكتابك والعمل بسنة نبيك ووفق ولاة أمرنا للخير، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم إذا ذكروا وتذكرهم إذا نسوا اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم ارحم هذا الجمع من المؤمنين والمؤمنات، اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم وارفع درجاتهم في الجنات، فاللهم أمدنا بحولك وقوتك فأنت وحدك المستعان وتقبل منا عملنا هذا بقبول حسن، واجعله خالصا لوجهك الكريم، إنك أنت السميع المجيب.