الدكروري يكتب عن علاج عادات الطفل السيئة بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن التربية الإسلامية للأبناء وقيل أنه ينبغي أن يجنب الأولاد من إقتناء الكتب والمجلات والجرائد المسمومة فكريا وعقائديا وكذا التي فيها صور نساء عاريات، وكمبدأ عام في علاج عادات الطفل السيئة يحاول الوالدان تطبيق مبدأ الإحلال، فإذا كان للطفل عادات سيئة يصرّ عليها، فإن أفضل طريقة لإصلاحها هو استبدالها بعادات أخرى طيبة مثلا الطفل الذي يضع إصبعه في فمه يتعامل معه وكأنه لا يقصد ذلك فيقال له أنت لا تعني ذلك.
ثم يطالب بأن يتوجه لغسل أصابعه حتى تكون نظيفة، وليعلم الأبوان أن تكرار ذلك من شأنه أن يزرع فيه عادة النظافة فيملّ من وضع إصبعه في فمه ويتوقف عن ذلك، وفي مرحلة الرضاعة تبعد يده عن فمه أولا بأول أو يوضع على إصبعيه مادة كريهة حتى ينفر منها حين يلعقهما أو يحاول الأبوان وضع شيء آخر في يده ليتلهى به، وبالنسبة لبعض العادات السيئة الأخرى يجب إصرار الوالدين على تنفيذ أوامرهما إذا نطقا بها حتى لا يعتاد الطفل العصيان وهذا يقتضي أن يطلبا منه ما يستطيعه فإذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع، ولابد من الردع بالضرب الحاني الخفيف على اليدين إذا تمادى الطفل على العصيان حتى يتعود الطاعة، ولا يجب أن يسأل الطفل عما يرغب فيه من الأطعمة حتى يتعود على أن يأكل ما يقدم له.
وإذا رفض هذا الأكل أو ذاك فالأفضل أن لا يقدم له في الغالب غير ذلك الأكل وسيضطر إلى أكله حين لا يجد بديلا سريعا يقدم له، وصحيح أن الوالدين يجب أن تكون لهما بعض المرونة التي تجعلهما يراعيان في بعض الأحيان مزاج الطفل ورغباته الخاصة لكن بدون مبالغة وعلى اعتبار أن هذا استثناء وليس أصلا، وكما يجب عدم الإكثار من الحديث عن الطفل أمامه حتى لا ينمو فيه الشعور بالذات ومحبة الإعجاب بالنفس الذي يمكن أن يتحول إلى لون من ألوان الأنانية بعد ذلك، ويمكن تعويد الطفل بعد سن السنتين تذوق الطبيعة وتأمل جمال مناظر الغروب والشروق والأرض والسماء والأشجار والأنهار والبحار والشمس والقمر وغير ذلك من مناظر وأشكال الطبيعة وبالحديث عنها أمامه ولفت نظره إليها.
وتنبيهه دائما أن هذا من قدرة الخالق ورحمته بنا سبحانه وتعالى وهو الذي سخر للإنسان الجمادات والنباتات والحيوانات وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، ومن الطرق المفيدة في علاج عناد الأطفال تحسيسه بالخسارة الذاتية فإذا كسّر لعبته مثلا لا داعي لعقابه دائما على ذلك بل يكفي أن يلام لوما خفيفا ثم لا تصلح له اللعبة لمدة طويلة أو قصيرة حتى يحس بالخسارة التي سببها لنفسه وهكذا، أما تكرار كلمات الوعيد والتهديد والعتاب واللوم والتوبيخ فإنها تفقد مفعولها مع الأيام، وبعد إطفاء النور لا يترك الطفل وهو صغير سنه لا يتجاوز العامين وحده ويستحسن جلوس أحد بالقرب منه يطبطب على ظهره، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.