مقال

الأسواق منذ القدم

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن الأسواق منذ القدم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 1 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أما بعد فيا أيها المسلمون، ما زالت الأسواق منذ القدم هي مجامع الناس، يتبادلون فيها البضائع والسلع، وقد تطورت في العهد الجاهلي، خصوصا الأسواق السنوية كسوق عكاظ، فأصبحت محلا لتبادل الثقافات وإظهار المناقب، والافتخار بالفضائل، ومع ذلك فقد كانت مضبوطة بقوانين وآداب تكفل الحقوق لمرتاديها، فلما جاء الله بالإسلام كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بأهل السوق فيأمرهم وينهاهم ويقول ” ومن غشنا فليس منا ” ويأمر صلى الله عليه وسلم بترجيح الميزان.

وقد كان الصحابة في عصره والسلف من بعدهم يحتسبون على أهل الأسواق حتى صار ذلك سنة متبعة في أسواق المسلمين، ثم كثرت الأسواق في أزمان متأخرة، وتغيرت الحال، وارتكبت المحرمات، وجرى الخلل في الآداب، ويا أيها المسلمون، حيث إن الأصل في وجود الأسواق هو التجارة، وفيها ما يحل ويحرم، فإن ما حرّم الله منها ممحوق البركة، وخيم العاقبة، وعلى المسلم تقوى الله ومراقبته في هذه التجارة، فما اتقى الله امرؤ في أي أمر من أموره إلا بارك الله له فيه، وعليه البعد عن بيع أو شراء ما فيه مخالفات شرعية، أو محرمات، والتورع عن الشبهات، ومن البيوع المحرمة التي انتشرت في الأسواق هو ما يختص بالنساء من الملابس الظاهرة التي تلبس خارج بيتها كالملابس الشفافة، أو العارية، أو المفتوحة.

أو الضيقة كالبنطال، أو القصيرة التي تكشف بعض جسدها، أو الأحذية ذات الكعوب العالية، ورد في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ” كاسيات عاريات ” هي أن تكتسي المرأة ما لا يسترها، فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها، أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها، فالواجب على المسلمة الحرص على التستر والاحتشام، والتزام الهدي الذي عليه أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة، والحذر من الوقوع فيما حرّمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الألبسة التي فيها تشبه بالكافرات والعاهرات، كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء.

فلا يتركهن يلبسن ما حرّمه الله ورسوله من الألبسة الخالعة والفاتنة، وليعلم أنه راع ومسؤول عن رعيته يوم القيامة، ومنها ما يسمى بالكاب، أو العباءة المزركشة، أو المخصرة كما ورد في فتوى للجنة الدائمة والبحوث العلمية والإفتاء “والعباءة الشرعية للمرأة وهي الجلباب، لا بد أن يتحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر، والبعد عن الفتنة، وذلك أن تتوافر فيها المواصفات التالية وهو أن تكون سميكة لا تُظهر ما تحتها، ولا يكون لها خاصية الالتصاق، وأن تكون ساترة لجميع الجسم، واسعة لا تُبدي تقاطيعه وتفاصيله، وأن تكون مفتوحة من الأمام فقط، وتكون فتحة الأكمام ضيقة، وألا يكون فيها زينة تلفت إليها الأنظار، وعليه فلا بد من أن تخلو من الرسوم والزخارف، والكتابات، والعلامات.

وألا تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال، وأن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداء، وعلى ذلك، فلا يجوز استيراد هذه العباءة، ولا تصنيعها، ولا بيعها وترويجها بين المسلمين لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى