
بقلم//مرفت عبدالقادر احمد
نساء الصحابة طلبن العلم لم يمنعهن
الحياء من ذلك،
قالت عائشة رضي الله عنها نعم النساء
نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن
يتفقهن في الدين.
وقد سألت امرأة النبي صلى الله عليه
وسلم كيف تغتسل من حيضتها ؟
واجتذبتها عائشة وأفهمتها، من حقوق
الزوجة على زوجها
والبنت على أبيها أن يعلمها أمر الدين،
قال الله تعالى: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
قال علي رضي الله عنه: في تفسيرها
علموهم وأدبوهم.
يقول عليه الصلاة والسلام: ((ثلاث
يؤتون أجرهم مرتين،
الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن
تعليمها ويؤدبها فيحسن أدبها يعني
بالأخلاق والآداب الشرعية يعلمها إياها
ويربيها عليه ثم يعتقها فيتزوجها فله
أجران)) رواه البخاري ومسلم، ماذا بوب
عليه الإمام البخاري باب تعليم الرجل
أمته وأهله.
وهذا للأمة بالنص وللأهل بالقياس
والنبي صلى الله عليه وسلم أكد على
الاعتناء بالأهل والاعتناء بالإماء وقال
في آخر حياته(( الصلاة الصلاة وما
ملكت أيمانكم)).
الزوجة تعلم زوجها وقد تكون أفقه منه
وقد روت أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي لله
عنها قَالَتْ: أَتَتْ سَلْمَى امْرَأَةُ أَبِي رَافِعٍ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تَسْتَأْذِنُهُ عَلَى أَبِي رَافِعٍ قَدْ ضَرَبَهَا قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي
رَافِعٍ: ( مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَبَا رَافِعٍ ؟ ).
قَالَ: تُؤْذِينِي يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( بِمَ آذَيْتِيهِ يَا سَلْمَى ؟ ).
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا آذَيْتُهُ بِشَيْءٍ،
وَلَكِنَّهُ أَحْدَثَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا
رَافِعٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَدْ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَحَدِهِمْ
الرِّيحُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَقَامَ، فَضَرَبَنِي.
فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَضْحَكُ، وَيَقُولُ:
( يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّهَا لَمْ تَأْمُرْكَ إِلَّا بِخَيْرٍ ).
رواه أحمد (25807)،
وجوَّد إسناده الألباني في الصحيحة
(3070).
، التاريخ الإسلامي مفعم بالنساء التي
طلبن العلم وكن فقيهات عالمات داعيات:
وعلى رأسهن عائشة رضي الله عنها،
يقول أبو موسى ما أشكل علينا أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ
قط.
فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علم
حديث صحيح.
قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة
أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس
رأيًا في العامة رواه الحاكم.
، قال عروة بن الزبير: ما رأيت أحدًا أعلم
بعلم ولا فريضة ولا أعلم بفقه من
عائشة.
ومن علماء الحديث العالمة عمرة بنت
عبد الرحمان الأنصارية كانت في حجر
عائشة رضي الله عنها فأخذت عنها العلم
الغزير وقد روى عنها جمع من كبار
المحدثين كسليمان بن يسار وعروة بن
الزبير ومحمد بن المنكدر وابن شهاب
الزهري وغيرهم قال الزهري قال لي
القاسم بن محمد:
أراك تحرص على العلم أفلا أدلك على
وعائه، قلت: بلى قال: عليك على عمره
بنت عبد الرحمن فإنها كانت في حجر
عائشة، فأتيتها فوجدتها بحر لا ينزف.
ومن عالمات الأمة حفصة بنت سيرين
قال إياس بن معاوية: ما أدركت أحد
أفضله على حفصة بنت سيرين قرأت
القرآن، وكانت عشرة سنة وعاشت
سبعين سنة فذكروا له الحسن وابن
سيرين قال أما أنا فلا أفضل عليها أحدًا.
قال مهدي بن ميمون مكثت حفصة بنت
سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها
إلا لقائلة أو قضاء حاجة قيلولة أو قضاء
حاجة.
بنت سعيد بن المسيب دخل بها زوجها
وكان من طلاب أبيها فلما أصبح أخذ
ردائه يريد أن يخرج إلى شيخه، قالت
زوجته إلى أين تريد ؟ قال إلى مجلس
سعيد أتعلم العلم
فقالت له: اجلس أعلمك علم سعيد.
بنت الإمام مالك كان طلاب العلم
يقرءون عليه الموطأ فإذا أخطأ القارئ
في حرف أو زاد أو نقص تدق ابنته الباب
فيقول أبوها للقارئ ارجع ارجع فالغلط
معك فيرجع القارئ فيجد الغلط، ما
تتكلم تطرق الباب.
زوجة الإمام الكاساني فاطمة بنت محمد
علاء الدين السمرقندي أبوها عالمٌ من
علماء مذهب أبي حنيفة من تصانيفه
تحفة الطالب حفظت تحفة أبيها وخطبها
من جماعة من ملوك الروم فامتنع والدها،
فجاء الكاساني ولزم والدها وقرأ عليه
تصانيفه ومنها التحفة في الفقه وشرحها
في كتاب بدائع الصنائع وعرضه على
شيخه فازداد فرحًا به وزوجه ابنته
وجعل هذا الكتاب مهرها فقال الفقهاء
شرح تحفته وزوجه ابنته، شارح تحفته
تحفة الفقهاء الكتاب كتاب الشيخ
الطالب شرحه، شرح تحفته وزوجه
ابنته.
وكان زوجها الكاساني ربما يَهم في الفتيا
فترده إلى الصواب وتعرف وجه الخطأ
فيرجع إلى قولها وكانت تفتي وكان
زوجها يكرمها وكانت الفتوى أولًا تخرج
عليها خطها وخط أبيها السمرقندي فلما
تزوجت من الكاساني كانت الفتوى تخرج
عليها خط ثلاثة.
وهي التي سنت تفطير الفقهاء بالمدرسة
الحلاويةوكان في يديها سواران من
ذهب فباعتهما وعملت بالثمن الإفطار كل
ليلة واستمر العمل على ذلك بعدها.
وأم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي
الفتح البغدادية عالمة فاضلة كانت تأمر
بالمعروف وتنهي عن المنكر وتنكر البدع
وتفعل ما لا يقدر عليه الرجال وتحضر
مجلس الشيخ تقي الدين بن تيمية كان
في أماكن خاصة بالنساء لا يخالطن
الرجال.
وقد سمعت من شيخ الإسلام وأثنى
عليها ووصفها بالفضل والعلم وكانت
تستحضر كثيرًا من المغني أو أكثره
حفظًا وعندها من حسن السؤالات
وسرعة الفهم وخَتمت نساءً كثيرا القرآن
ختمتهن، يقول ابن كثير منهن أم زوجتي
عائشة بنت الصديق زوجة الشيخ جمال
الدين المزي وأقرأت ابنتها زوجة أمة
الرحيم زينب رحمهن الله وأكرمهن
برحمته.
وفاطمة بنت محمد التنوخية خاتمة
المسندين في دمشق كانت عالمة
بالحديث.