مقال

الدكروري يكتب عن والد الفتاه الموظفة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن والد الفتاه الموظفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 24 ديسمبر

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد إن من أعظم الأذى الذي يحمله الإنسان هو الخارج من السبيلين فبقاؤهما في جسده يمثل خطرا داهما على حياته، وربما سبب الموت المفاجئ ولذلك أكرم الله الإنسان وجعل له طريقا يخرج أذاه فإذا ما خرج هذا الأذى ندب للعبد أن يشكر مولاه على أولاه، وقالوا حين دخلوا الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا كل حزن وهم وغم إن ربنا لغفور.

حيث غفر لنا الزلات شكور حيث قبل منا الحسنات وضاعفها، وكم من الناس من يقف منذهلا أمام خصمه ومناظره، فمن آتاه الله الحجة والبرهان على خصمه فعليه أن لا يغفل عن حمد ربه على ذلك، إذ هو سبحانه هو الذي دله على مواطن الأدلة الدامغة والحجج القاطعة ليرهق عدوه ويحرجه، وقيل أنه كان والد الفتاه الموظفة يمنع كل من يأتي لخطبتها لسبب أو لأخر حتى مضى قطار العمر ودخلت في سن قد لايرغب بالزواج منها الشباب فمرضت من جراء ظلم والدها ورفضه المستمر بسبب أو بدون سبب فأدخلت المستشفى وبقيت فتره من الزمن حتى حضرتها الوفاة فاستدعت والدها وقالت له يا أبي قل آمين فقال آمين، قالت قل آمين، فقال آمين فكررتها ثلاث مرات، ثم قالت ” أسأل الله أن يحرمك الجنة كما أحرمتني الزواج”

ثم فارقت الحياة وإنا لله وإنا إليه راجعون، فما الفائدة التي جناها ذلك الأب القاسي ؟ وهل ستعيد له الأموال تلك البريئة الجريحة ؟ حيث يقول الله تعالى في حق الظالمين كما جاء في سورة غافر “ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع” وكما قال تعالى كما جاء في سورة ابراهيم “إن الظالمين لهم عذاب أليم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ قوله تعالى من سورة هود “وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد” متفق عليه، وكما قال صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا” متفق عليه، وكما قال صلى الله عليه وسلم “إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة” متفق عليه، فلا تحسب أنك بأكلك للمال الحرام ستخلد في هذه الدنيا، أم أن العذاب عنك بعيد.

فكم من أناس انتفخت بطونهم من الحرام والنار لهم بالمرصاد، فهم حطب لها وحصب، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة محمد “والذي كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكل جسد نبت من السحت أي الحرام فالنار أولى به، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عال جاريتين، أي بنتين وقام عليهما بالمؤونة والتربية، حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين” وضم أصابعه، رواه مسلم، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من ابتلي، أي اختبر من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار” متفق عليه، فهل أحسنت إلى ابنتك أنت ؟ أم أهنتها وأذقتها المرارة ؟ وجرعتها كأس الحرمان من الزواج من أجل تلك الوظيفة والعقبة الدنيئة.

فقال صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أحرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة” رواه النسائي، ومعنى أحرج حق الضعيفين، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يلحق الإثم بمن ضيع حقهما وحذر من عاقبة ذلك تحذيرا بليغا، فقال صلى الله عليه وسلم “إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم” متفق عليه، ومعنى الحطمة العنيف برعاية الإبل فقد ضربه النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لوالي السوء، الذي حيث من تحت ولا يته من أهل وغيرهم وما فيه من قسوة وجلافة وعدم رحمة وبعده عن الرفق والشفقة، وهذا حال كثير من الآباء اليوم ونسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى