مقال

الدكروري يكتب عن الأوطان وأصحاب الهمم العالية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأوطان وأصحاب الهمم العالية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن بعثة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم دليل على اقتراب الساعة، وبعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي من علامات الساعة أيضا، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام ” بعثت بين يدي الساعة” وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين ينكرون البعث بعد الموت، فحذرهم وأنذرهم، فالقرآن الكريم يحدثنا عن الكفار أنهم يأتون يوم القيامة ذليلين ناكسي رؤوسهم، كما يأتون سود الوجوه تعلو وجوهم الغبرة والقترة عابسة كالحة، كما أن الكافر إذا واجه أعماله السيئة يوم القيامة أصابته الحسرة والندامة وتمنى أن يباعد الله تعالي بينه وبين أعماله.

وعندئذ يدعون على أنفسهم بالويل والهلاك أي عندما يشاهد أعماله حاضرة لديه معروضة عليه صغيرها وكبيرها، فمن شدة ما يلقى من العذاب ومن هول ما يرى ويبصر يتمنى أن يكون جمادا لم يصب حظا من الحياة، ويغشاهم الخزي والعار ولسوف يعرضون أمام ربهم ويراهم الأشهاد ويشيرون إليهم بإحتقار وسخرية، بل الأمر أشد وأفظع عليهم عندما يرون أن أبدانهم وحواسهم يشهدون عليهم، ويزيد همهم وغمهم عندما تنقطع الروابط والعلائق التي كانت تربطهم بأتباعهم أو بساداتهم، وعند ذلك يعضون على أصابعهم ندامة وحسرة، وغير ذلك من الآيات القرآن الكريم، ولكن ماذا أعددنا لهذا اليوم العظيم، يوم يشتد بالإنسان الظمأ والعطش يوم القيامة، فكان الحسن البصري رحمه الله يشرب من ماء زمزم.

ويقول ماء زمزم لما شرب له، وإني أشرب من ماء زمزم لعطش يوم القيامة، أشرب من ماء زمزم بنية أن الله يرويني يوم الظمأ الأكبر بين يدي الله رب العالمين، فهذه الجوارح ستنطق عليك يوم القيامة، الأيدي واللسان والأرجل فتقول الأرجل وأنا للحرام سعيت، وتقول اليدان وأنا للحرام بطشت، ولنعلم جميعا بأن الأمم التي نهضت إنما نهضت بإدارة أصحاب الهمم العالية والمبادرات الفاعلة والمشاريع المبدعة والأفكار المستنيرة، ولهذا عمروا الأرض والأوطان بطاعة الله ومرضاته والإخلاص له سبحانه وتعالي، وإن من قيم الانتماء وحب الأوطان، هو المواطنة والعمل على إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفا يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه، كما أن قيمة التسامح جزء مهم من قيم الانتماء الوطني.

لأن من يعيش على أرض الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه، وأيضا من قيم الانتماء وحب الأوطان، هو الأمن والأمان، ويعد الحفاظ على الأمن جزءا مهما من الانتماء الوطني للفرد والمجتمع حيث إن المواطن يعيش على أرض هذا الوطن ويعمل على الحفاظ على أمن الوطن الفكري والأمني والاجتماعي والاقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى