عاجل

الدكروري يكتب عن أضرار الفساد على البلاد والعباد

الدكروري يكتب عن أضرار الفساد على البلاد والعباد
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، الذي كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم حفظ اللسان وكف الأذى وترك الشتم والسب، فعن أنس رضي الله عنه قال ” لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا لعانا ولا سبابا” رواه البخاري، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة جالسا فجاء نفر من اليهود فقالوا السام عليكم أي الموت عليكم فسمعت السيدة عائشة مقالتهم.

فقالت وعليكم السام واللعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ولكن قولي ” وعليكم” وكما كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم هو الحياء مما يقبح فعله أو يكره، وهو صلى الله عليه وسلم القائل ” الحياء لا يأتي إلا بخير” رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا ” إن الحياء من الإيمان” رواه البخاري، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه” رواه البخاري، وكما كان من حُسن خُلقه صلى الله عليه وسلم المزاح المتزن والانبساط مع الناس، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير.

” يا أبا عمير ما فعل النغير” وهو طائر صغير كان يتسلى معه، وقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق فرأى رجلا من أهل البادية فاحتضنه من خلفه وقال ” من يشتري هذا العبد” على وجه المزاح فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، أي رخيصا، قال صلى الله عليه وسلم ” لكنك عند الله لست بكاسد” أو قال صلى الله عليه وسلم” أنت عند الله غالي، رزقنا الله التاسي بنبينا، وهدانا لأحسن الأخلاق واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإن الإفساد في الأرض له ضرر عظيم على البلاد والعباد، وحتى على الحيوانات، والبر والبحر والطيور والدواب، فكل يتضرر من إفساد العباد في الأرض، فقال أبو هريرة رضي الله عنه “والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم ”

والحبارى هو نوع من الطيور، وقال مجاهد رحمه الله، إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة، أي القحط وأمسك المطر, وتقول هذا بشؤم معصية ابن آدم وفساده في الأرض، وقال عكرمة رحمه الله، إن دواب الأرض وهوامها، حتي الخنافس والعقارب يلعنون المفسد ويقولون، مُنعنا القطر بذنوب بني آدم لذلك تفرح الطيور والدواب، والشجر بموت العبد الفاسد الفاجر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا مات العبد الفاجر استراح منه العباد والبلاد والشجر والدواب” رواه مسلم، ولو نظرت إلى الصحة لوجدت فسادا، يتمثل في إهمال الأطباء للمرضى وعدم العناية بهم، ورداءة الأجهزة الطبية، وسوء الخدمة، وقد تسبب ذلك في إزهاق أروح بريئة مسكينة فقيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى