مقال

رسـول آللهہ‏‏ وآلنصـوصـ آلمـقدسـ‏‏هہ

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله والنصوص المقدسة
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد ذكر الله سبحانه وتعالي نبيه المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم في كتابه الكريم في مواضع كثيرة، فيقول تعالي في سورة الأحزاب “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليما، يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعدّ لهم أجرا كريما، يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا، ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا” ولقد وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم في أكثر من عشرين معركة بالسيف والموت حوله.

والاغتيالات تدبر له صباح مساء تعرض لأكثر من إحدى عشرة محاولة اغتيال باءت بالفشل الخناجر حوله والسيوف والرماح، والله سبحانه وتعالي يقول له ” والله يعصمك من الناس” فهكذا كان صلي الله عليه وسلم يدخل الغار والموت حول الغار يطوق بخمسين شابا، كل شاب منهم يساوي جيشا فتاكا في القوة والشجاعة، فيلتفت ويخاف أبو بكر، فيقول كما قال تعالى ” لا تحزن إن الله معنا” ولقد عنيت آيات الكتاب المجيد بذكر ما أمر الله به في نصوصه المقدسة الراقية، ومن بين الأوامر قوله تعالى فى سورة التوبة ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون” وتلك القيمة توفرت وبقوة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذا عبدالرحمن بن عوف، قال لسعد بن الربيع دلني على السوق، إنها دعوة للتميز والاستقلالية لا التبعية للآخرين، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرر مع بدايات هجرته ببناء سوق للمسلمين، بديلا عن سوق اليهود، لئلا يكون تبعا لهم، وأن يكون متميزا في معاملته التجارية بما يتناسب وشريعة الإسلام، وكما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله من لم يكن طعامه من فأسه، فلن يكون قراره من رأسه، وإن الناظر في القرآن المجيد يكتشف أن الإسلام قد اهتم بالبذل والعطاء للبشرية والمجتمعات، وحفز الهمم نحو الإنتاج والتنمية بكافة نواحيها، لا سيما التنمية الاقتصادية، القائمة على الاستثمار، استثمار الجهود، والطاقات، والأموال، والماده الخام، كما حدث في نموذج الملك الصالح ذي القرنين.

حين أتى قوما سلبيين لا يعملون ولا يتحركون، فحرك هممهم، ووظف طاقاتهم، وعلمهم أن بالتعاون والتشارك تبنى الأمم وتحصّن من أي عدو غاشم، فبنى السد بينهم وبين يأجوج ومأجوج، وكم في هذه القصة من الدروس والعبر، ففيها حُسن استخدام الإمكانات المتاحة، وحُسن توظيف الطاقات البشرية قبل المادية، وضرورة وجود إدارة متعاونة لا مستبدة، والعمل على إيجاد فرصة للتعبير والتحرك للمصلحة العامة، ويبقى العمل مع الإنسان إلى آخر لحظة في حياته، فمهما كانت ظروف الدنيا فلا أقل من العمل والعطاء والبذل والاجتهاد، وإنها دعوة لحُسن استغلال كل المواد الخام وتوظيفها بطريقة ترفع قدر الأمة والمجتمع الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى