لقد كان لرسول الله محمد صلي الله عليه وسلم تأثيره في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال أربعة عشر قرنا من الزمان، وسيظل يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها فكان ميلاد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب قدومه منذ أمد بعيد، فهو صلى الله عليه وسلم قمة الهرم الانساني وتاج الجنس البشري، وفي عام الفيل شرف الكون بميلاد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم.
كما روي البيهقي في سننه والطبراني في معجمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء” ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بالزواج وتكوين الأسرة فعن عبدالرحمن بن يزيد قال “دخلت مع علقمة والأسود على عبدالله، فقال عبدالله كنا مع النبي صلى صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوّجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء ” رواه ابن ماجه، والإسلام يعطي الأجر في أخص خصوصيات النكاح وهي الجماع، فهو يأمر الرجل بأداء حق زوجته، ويغريه على أداء هذا الحق حيث يخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الرجل له على أداء هذا الواجب أجر فعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه، أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال صلى الله عليه وسلم “أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ وإن بكل تسبيحة صدقة،
وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة” قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال “أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر” رواه مسلم، ولكن ما هي عناصر نجاح وتماسك الأسرة؟ وهو أن لتماسك الأسره العديد من العناصر أو العوامل، ومن أهم هذه العناصر، هو أنه يجب على كل فرد في الأسرة أن يلتزم ويراعي ما لديه من واجبات تجاه الأسرة وتجاه المجتمع، مع عدم التفريط في حقوقه، ولا يعني الالتزام والمراعاة إطلاقا إلغاء شخصية الفرد وتقييد حريته، وأيضا الاتصال الفعال ومن أشكال الاتصال الفعال هو المشاركة الاجتماعية، والمشاركة الوجدانية، والمشاركة الروحية.