أخبار الجامعات

الدكروري يكتب عن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكــــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن غزوات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الغزوات هي غزوة العُسرة أو غزوة تبوك، وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال، قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، لا أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس، كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن الكريم، فقال عبد الله بن عمر، فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحجارة تنكبه، وهو يقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، والرسول صلى الله عليه وسلم، يقول ” أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؟”

وفي رواية قتادة قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوته إلى تبوك وبين يديه أناس من المنافقين فقالوا يرجو هذا الرجل أن تفتح له قصور الشام وحصونها؟ هيهات هيهات، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم، على ذلك فقال صلى الله عليه وسلم “احبسوا هؤلاء الركب” فأتاهم فقال صلى الله عليه وسلم، قلتم كذا وقلتم كذا، قالوا فأنزل الله فيهم ما تسمعون، فأنزل الله تعالى فى كتابة الكريم “ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين، ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وأياته ورسوله كنتم تستهزئون” ثم بين الله سبحانه وتعالى، أن استهزاءهم هذا أدى بهم إلى الكفر فقال تعالى ” لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين”

وقوله تعالى “إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين” أى إن نعف عن بعضكم لتوبتهم وإنابتهم إلى ربهم مثل مخشن بن حمير، نعذب بعضا آخر لإجرامهم وإصرارهم عليه، وقد نزل في هؤلاء المنافقين قول الله تعالى “يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خير لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخره وما لهم فى الأرض من ولى ولا نصير” وقد ذكر ابن كثير أن الضحاك قال إن نفرا من المنافقين هموا بالفتك بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو في غزوة تبوك في بعض الليالي في حال السير، وكانوا بضعة عشر رجلا وقد نزلت فيهم هذه الآية.

وفي رواية الواحدي عن الضحاك قال خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى تبوك، فكانوا إذا خلا بعضهم إلى بعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وطعنوا في الدين، فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا أهل النفاق، ما هذا الذي بلغني عنكم؟” فحلفوا ما قالوا شيئا من ذلك، فأنزل الله هذه الآية إكذابا لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى