
الموسيقى جزء متأصل من الكيان النفسي للإنسان
كل منا داخله ثراء كبير جدا من النغمات المتأصله من كيانه الداخلى . لكل منا فلكه الداخلى ونغماته التى حباه بها الله سبحانه وتعالى من تردظات وذبذبات وهي ذات تأثير كلى على جميع أعضاء الجسم والكيان النفسي أثبت هذا الكلام الكثير والكثير من الدراسات والأبحاث العلمية المذهلة المتواترة عبر كل العقود الماضية
فمن ناحية تأثيرها على الدماغ والنفس فقد أثبتت الأبحاث والتجارب العملية ان الموسيقى تنشط جزءي الدماغ الأيمن والأيسر معا، وتؤثر ايجابيا على المراكز الدماغية التي تتعلق بالنفس، فالموسيقى تأخذ الانسان من عالم الضغوطات النفسية عن طريق (الإزاحة، والاسترخاء)، وتخفيف هرمون (الكورتيزون والأدرنالين)، وبيتم معالجة القلق والكآبة لدية فهي ترفع من الروح المعنوية والدافعية، والشعور بالنشوة، وتحسن النوم.
وأيضا ثبت علميا ان الموسيقى تؤدي الى ضبط توازن النواقل العصبية الدماغية المسؤولة عن المزاج، والسلوك، والحركة، خاصة (الدوبامين والإندورفين) المعروفين بهرموني السعادة والنشاط حيث الشعور بالنشوة، والفرح، والحماس، وحسن الدافعية الاجتماعية والأدائية، وتحسين القدرات الذهنية خاصة التركيز والانتباه، وتقوية منطقة الذاكرة، وزيادة القدرة على تنظيم المعلومات واسترجاعها حتى انها وصفت من قبل كثير من العلماء بأنها “مفتاح استرجاع الذاكرة”، وهي أيضا تقوم بتحسين القدرات على القراءة والكتابة، وحل المسائل الرياضية، والقدرة على ضبط التوازن الحركي، ولذلك تستخدم حاليا في معالجة ما يعرف باضطراب الحركة الزائدة عند الأطفال.
تأثير الموسيقى على أنسجة الدماغ ووظائفه المختلفة فقد ثبت بأنها تؤدي الى الحفاظ على ليونة الدماغ، وتحفيز نمو العصبونات الدماغية، والمناطق الدماغية المسؤولة عن التوازن الفسيولوجي الجسدي (مراكز الضغط الشرياني، والقلب، والتنفس).
فقد أثبتت الابحاث الحديثة بأن الموسيقى ذات قدرات عالية في تحسين القدرات الذهنية كافة (الانتباه، والتركيز، والذاكرة والتحليل، والاستنباط)، ولذلك بدأ استخدامها في الغرب في معالجة المراحل الاولى من الخرف خاصة مرض الالزهايمر، وذلك بالاستماع للموسيقى لمده طويلة الأمد (عدة ساعات) وبشكل يومي، وبما انها ايضا تحسن من تناسق الحركات العضلية فتستخدم حاليا في المرضى الذين يعانون من مرض الرعاش “باركنسون” وهو مرض ناجم عن تدني الهرمون العصبي في المنطقة الدماغية بما يعرف بـ “Basal ganglion”.
ومن الامور المدهشة في معالجة الجلطات الدماغية ان الابحاث الحديثة اثبتت بشكل قطعي ان الموسيقى خاصة “الجاز” قادرة على التسريع من التاهيل الحركي والذهني للمصابين بالجلطات الدماغية بتحسين الذاكرة، والانتباه، والحركة، خاصة ان الحركات تصاحب الذبذبات الموسيقية وبالتالي تعمل عمل العلاج الطبيعي.
وقد أثبتت الابحاث بأن الموسيقى قادرة على شفاء الآلام، فهي تخفف الإحساس بالآلام والضغط النفسي الناجم عنه، سواء كان الألم مزمناً او بعد العمليات الجراحية. ومن ذلك أيضا المفاصل والعظام “كالانزلاقات الغضروفية والروماتيزم”، حيث وجدت كثير من الدراسات نسبة الشفاء بالموسيقى عاليه جدا
وهناك عدة نظريات لهذا التأثير الايجابي منها نظرية “الإزاحة”، أي إزاحة إحساس الانسان بالألم تجاه الموسيقى، وأن الموسيقى تعطي نوعا من السيطرة على النفس “ضبط النفس” وأيضا تزيد من الهرمون المسكن الدماغي “الاندورفين”.
وتبين الأبحاث ان الموسيقى المريحة تخفف من ارتفاع ضغط الدم الشرياني لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني، اما بالنسبة للقلب فان الموسيقى المريحة تؤدي الى الاسترخاء، وتقليل سرعة القلب، والتنفس من خلال تثبيط الجهاز السمبثاوي الذي يفرز هرمون “الأدرنالين”.
وعليه فإن تفعيل استخدام الموسيقى المريحة العلاجيه الصحيه مع متخصص فى هذا الإسلوب العلاجى في المؤسسات، والشركات، والمصانع، والعيادات، والمستشفيات، والمراكز الأكاديمية، والمنازل ، ذو مردود ايجابي على الصحة النفسية، والعضوية، والاجتماعية، وحسن الاداء والكفاءة العلمية والعملية، ووقاية من الامراض العضوية، والنفسية، ووسيلة لشفائها.
د. ناصر زاهر