• قال تعالى في سورة النور ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴾. الله سبحانه يضرب لنا مثل بتشبيه أعمال الكافر ويقول «أو كظلام في بحر عميق يعلوه موج وفوق هذا الموج موج أخر وفوق هذا الموج سحاب ، يعني هناك موج في أعماق البحر وموج فوق سطح البحر وسحاب فوق سطح البحر» .
• المفسرين الأوائل فسروا ظاهر الآية لأنهم لم يفهموا معناها . يقول القرطبي في تفسيره (يَغْشَاهُ مَوْجٌ) أي يعلو ذلك البحر اللجي موج ( مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) أي من فوق الموج موج ومن فوق هذا الموج الثاني سحاب . ويقول الإمام الخازن ( كظلمات في بحر لجي.. أي عميق كثير الماء معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء). ويقول إبن عادل الحنبلي ( فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء).
• أيَ أنِ المفسرين الأوائل فهموا من الآية أن قعر البحر مظلم لكنهم لم يفهموا المعني بالمقصود بالأمواج العميقة لذلك فسروا ظاهر الأية . هذه الأية هي معجزة لا يقولها إللَهّ لَنبي ؛ فالقران يقول أن هناك ظلام دامس في قعر البحر وفوق هذا الظلام هناك موج وفوق هذا الموج موج أخر وفوق هذا الموج سحاب؛ فالأية تشير بوضوح إلى أن فَوقية الموج الثاني على الموج الأول كفوقية السحاب على الموج الثاني لذلك قال ﴿ظلمات بعضها فوق بعض ﴾.
• فهل حقا هناك أمواج فوق قعر البحر المظلم؟. بالفعل قيعان البحار مظلمة سواء كانت بالليل أو النهار لكن وجه الإعجاز في هذه الآية ليس أن قعر البحر مظلم ؛ آنما الشيء الغريب هو أن الَقُرآنِ أخبرنا بوجود أمواج تعلو هذه القيعان وهذا شيء مستحيل أن نعرفه منذ آربًعٌةّ عٌشُر قرن فأكثر فُآلَإنسان قديمآ لم يستطع آن يغوص أكثر من عٌشُريَنِ مترآ ، بينما هذه الأمواج العميقة موجودة في عمق آلَألَفُ متر على الآقل يعني هذا شيء مستحيل رصده بالغوص، هذه الآمواج العميقة موجودة تحت الآمواج التي نراها على سطح البحر…
• ولاحظوا الآية تقول بحر لجي يعني ليس أي بحر إنما البحر العميق وبالفعل هذه الظاهرة التي تسمى بالٱمواج الداخلية ليست موجودة في البحار العادية إنما موجودة فقط في المحيطات لأن المحيطات هي أعمق مسطحات مائية على سطح الأرض . { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } ما الذي جعل شخص بدائي يعيش في صحراء أن يُخبر بهذا الأمر ؟
