
الدكروري يكتب عن الأسرة مؤسسة أوكل الله قيادتها إلى الرجل
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه، وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله، كما جاء في سورة الأنفال من الحق ” واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ” نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم ” رواه البخاري، وكان هذا خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار.
وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه، وهكذا فإن الأسرة مؤسسة أوكل الله قيادتها إلى الرجل، وكما قلنا بأن لباس المرأة جزء خطير من دينها، فكذلك يجب أن ينتبه الرجل إلى المظهر الذي تخرج فيه امرأته في الطريق، وينبغي أن يراعي ثياب بناته حينما يخرجون، فالمرأة المؤمنة لا تلهث وراء صرعات العصر، فإن هذا اللهث لا يليق بامرأة مسلمة، أى ينبغى أن تكون الثياب فضفاضة سابغة سميكة ساترة هذا الذى يرضى الله عز وجل، عندما يقول الرجل ليس لي علاقة هي حرة، فإنه ليس رجلا وليس قيم البيت، والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة النساء ” الرجال قوامون على النساء” فالأسرة مؤسسة، أوكل الله إليك قيادتها.
لكن متى تكون قيما على امرأتك؟ فإن الآية واضحة فقال تعالى فى سورة النساء “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” فإذا كنت أفضل منها علما، وأفضل منها ورعا، وأنفقت عليها، وكنت كريما، ملكت زمام الأمر، وملكت قوامة البيت، فالقوامة هي شرط من شروط الزواج الناجح، والزوج بيده أن يحدد النمط الذى ينبغى أن تخرج به امرأته إلى الطريق، فإن المفهوم الشائع أن زوجتي شريفة، وطاهرة، وعفيفة، لكنها تحب أن تلبس كما يلبس الناس، فهذا كلام مرفوض في الدين، وهذا افتراء على الدين، فالمؤمن ينبغى أن يتبع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه سنة النبى صلى الله عليه وسلم، ولا تنسوا أن الوعيد شديد، وكيف توصل العلماء إلى حرمة هذا؟ فإن هناك أحاديث كثيرة النبى صلى الله عليه وسلم لم يقل محرم بل قال فى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم.
“لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” رواه مسلم، فالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم حينما بين ووضح أن هذه المرأة الكاسية العارية المائلة المميلة لا تدخل الجنة ولا تجد ريحها معنى ذلك أن هذا اللباس محرم، فهى عبارات توجب التحريم فإن العلماء أدرجوا عدة عبارات، فإذا وردت في السنة فهي محرمة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا ” فعن بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من خبب امرأة على زوجها” رواه الطبرانى، وقال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من تشبه بغيرنا” رواه الترمذى، والمقصود بالأجانب، وعن جبير بن مطعم قال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله” وقال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية” رواه أبو داود.
ومعنى كلمة “ليس منا” هذه توجب التحريم “لعن الله” توجب التحريم، و”غضب الله عليه” توجب التحريم “لا يدخل الجنة” توجب التحريم، فهناك عند العلماء مقاييس دقيقة، وهذا الحديث يستنبط منه أنه من يفعل كذا وكذا فقد وقع في الحرام.