مقال

ما هذا السلوك المشين بحق المرأة

جريدة الاضواء

ما هذا السلوك المشين بحق المرأة

كتب / يوسف المقوسي 

    تعيش المرأة راهنا، في مناخ مضاد للتقدم والحرية. فالذكر ليس في مرتبة الانثى. هو على صواب وهي على خطأ. والذكر على صواب ولو اخطأ. الذكر له كامل الحرية، وللمرأة قيود مانعة. الحرام هو جسدها وجسدها هدف الرجل. وعليه، فالمرأة عورة. المساواة مع الرجل، من سابع المستحيلات. التحرش الجنسي سائد، والنتيجة، “تسقط البنت ويُحمى الرجل”. العنف المنهجي ضد المرأة سائد ومؤيد ذكوريا. ورجال الدين ذكور فقط. ليس للمرأة سلطة في السردية والسيطرة الذكورية على الدين، مطالب النزعة الذكورية العمياء بلغت راهنا، زيادة القيود على المرأة وفتح طريق الجنس للرجل. كأن يصار الى نص دستوري، في بعض الدول، يجيز قانون تعدد الزوجات، او اعتماد نظام الجواري والتمتع بما ملكت يمينه. والسفور حرام يتوجب العقاب. مرجعية الرجل المسلم راهنا، العودة الى القرون الوسطى والبحث في التراث عله يجد شيئاً مما ارتكبه الفقه الذكوري من ظلم واحتقار واستعباد للمرأة. هكذا يكون التقدم الى الخلف. المرأة لا يمكن ان تكون مرجعية دينية. انها ملزمة بمقام الدونية. المرأة ليست مصدرا او مرجعا لفهم الآيات.

ما هذا السلوك المشين بحق المرأة “الأم والزوجة والأخت”. ايعتبر تحجيب المرأة صيانة لشرفها وجسدها، ام انه توظيف لمفهوم القوامة والطاعة. أليس هذا هو ذروة الاستعباد؟ القرآن، استرجع مفاهيم تحرير الانسان، ذكر وانثى. العدل والحرية والمساواة. هي من داخل المنظومة القرآنية. ومشاركة المرأة في الحياة العامة والحياة السياسية هي جزء من منظومة التفكير العقلاني.

ابان اندلاع “الربيع العربي”، عبر الإسلاميون القدامى والجدد، عن رفضهم لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة. المساواة كاريكاتور سمج. ولهذا. لا تتساوى شهادة الرجل وشهادة المرأة، بل أفدح من ذلك، “الإسلاميون الجدد”، يدعون الى ختان البنات وزواج القاصرات وتعدد الزوجات ويقومون بتشويه صورة الناشطات في المجتمع، اضافة الى تبخيس عقول المثقفات وتحريم الفنانات.

المرأة ليست محكومة بالنص القرآني. هي مصابة بالفقه الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي.. ان هذه الفرق اباحت المرأة كجسد، للرجل. ان عقد النكاح لدى الفقهاء على اختلافهم، هو عقد ذكوري واستبدادي اوجبته الشروط الفقهية وليس النص القرآني. وهكذا يصير عقد الزواج شبيها بعقود البيع. والمرأة هي البضاعة، والبيع هو فرج المرأة، والرجل يشتريه الخ.

اخيراً، الحجاب لم يكن له انتشار في بداية العهد الاموي. الحجاب خاص بأمهات المؤمنين. النساء كن سافرات. في ما بعد، تحكم الرجل ولم يحكِم الآيات. وما زال فقه الازمنة الساحقة والسحيقة، حياً يرزق، أعاد المرأة الى “أمة الحريم”.

من يقرأ سيرة عائشة. يعرف ان المرأة كانت تتولى بنفسها قيادة المعارك. ولم تكن عائشة وحيدة ابداً. لا بد من إعادة قراءة الحقبة الاولى من الاسلام. كما لا بد من قراءة الإرث الشيعي، والذي اباح الجنس وزواج المتعة، حيث الرجل يمتع ذكوريته، على حساب بؤس الآرامل والفقيرات والشاذات.

ومع ذلك، فهذا النص يظل ناقصا كثيراً. المكتبات تعج بالمحاولات الجادة، للتحديث، في مقابل سيلان المؤلفات التي تجعل المرأة بضاعة رخيصة، وعيباً وعاراً.

وتسألون عن الحرية؟ قل اين هي في هذا العالم العربي، المداس بأحذية السلطة، وفقهائها وسادتها وتجارها وتسلطها.

كأننا وما زلنا، في اول الزمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى