مقال

الدكروري يكتب عن صلب الدين والمرأة ” جزء 2″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صلب الدين والمرأة ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

وإن المرأة التي تبرز مفاتنها في الطريق إنما هي معتدية على المسلمين، فالمرأة المؤمنة الطاهرة العفيفة لا يبدو منها للرجال إلا ما لا تستطيع إخفاءه، كطولها، أو امتلاء جسمها، أو لون ثيابها فقط، لا يبدو منها للرجال إلا الذى لا تستطيع إخفاءه، لقوله تعالى كما جاء فى سورة النور “ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها” وهو عن غير قصد أو إرادة، مثل طولها ليس بإمكانها أن تخفيه، وامتلاء جسمها ليس بإمكانها أن تخفيه، ولون ثيابها ليس بإمكانها أن تخفيه، لقوله تعالى “ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن” إذن التبذل، والتكشف، وارتداء الثياب الضيقة، والرقيقة، هذا كله من المعاصي الكبرى في حياة المرأة، لأنها تعتدى على المسلمين، تعتدى عليهم بلفت نظرهم إليها، والشعور بالحرمان ممن لم يتزوج، والشعور بالندم ممن تزوج على غير هذه الشاكلة، فالمرأة التي تبرز مفاتنها في الطريق إنما هي معتدية على المسلمين اعتداء.

 

ومن تبرز مفاتنها للناس تدعوهم بلسان الحال لا بلسان المقال، لكن النساء يقلن غير هذا، فتقول امرأة، إني امرأة شريفة، لو أنك شريفة كما تدعين لما آذيت المسلمين، ولما خربت بيوتهم كما يكون أحيانا، ولما دعوت الناس إليك بلسان الحال لا بلسان المقال، أيما امرأة تبرز مفاتنها إنما تدعو الرجال إليها بلسان حالها لا بلسان مقالها، لقوله تعالى “ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن” فإن ذلك من المحرمات، وحينما نقول من المحرمات فإن الشيء المحرم شيء كبير جدا، وليس هذا من عند أى إنسان، وإن هذا من عند النبى صلى الله عليه وسلم فقد حرم الإسلام على المرأة أن تلبس من الثياب ما يصف، أو يشف عما تحته، أو ما يحدد أجزاء البدن، أو ما يبرز خطوطه، فالقضية متعلقة بالدين، النساء يعتقدن أن هذا متعلق بالصرعات الحديثة، فإن دين المرأة فوق كل شيء، وإن الحكمة من جمع شيئين متناقضين في وصف النبي للنساء.

 

وهو عن أبي هريرة رضى الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم” صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” رواه مسلم، وإن المتبع لشهوته ضعيف يخاف من كل شيء، فهل خطر في بالكم لماذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الصنفين معا؟ ” قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” والسؤال لماذا جمع بين هذين الصنفين؟ لأن الذى يستبد كيف يستبد بالناس؟ عن طريق إطلاق الشهوات، فالإنسان إذا اتبع الشهوة أصبح ضعيفا، وأصبح كالخرقة، يخاف من كل شيء، ويخنع لكل قوى.

 

فمن لوازم المستبدين أنهم يطلقون الشهوات من دون ضابط لها إطلاقا، وإن هذا الوصف قلما يلتفت الناس إليه، فإنه وصف من دلائل النبوة، وأما عن كاسيات عاريات، وهما شيئان متناقضان، فإن أحدهما ينقض الآخر، فكيف جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما؟ فهل بإمكانك أن تقول هذا الحرم مظلم ومنير في آن واحد؟ مستحيل إن قلت مظلما نقضت وجود النور فيه، وإن قلت منيرا نقضت وجود الظلام فيه، فهناك شيئان متعاكسان وهناك شيئان متناقضان، أى أن أحدهما ينقض وجود الآخر فكيف قال النبى صلى الله عليه وسلم كاسيات عاريات؟ ” صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات” فهى إن كانت كاسية كيف تكون عارية؟ وإن كانت عارية كيف تكون كاسية؟ ما كان أحد يعرف كيف أن النبى صلى الله عليه وسلم نظر إلى آخر الزمان وكأنه رأى بعينه ما يرتدي النساء.

 

إنها ترتدى لكن هذا الذى ترتديه لا يستر شيئا، إما أن يشف لرقته عن لون بشرتها، أو أنه يصف حجم أعضائها فكأنها عارية، وهذا من دلائل نبوة النبى صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن المرأة التي يحبها الله ورسوله لا يبدو شيئا من جسمها أبدا، فإن ثيابها صفيقة أى سميكة، وسابغة، وفضفاضة، والثياب الفضفاضة هذه ثياب المؤمنات لا يبدو شيء من خطوط جسمها، إذن “ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات” أى هؤلاء النساء بهذا الزى الفاضح، وهذه الثياب المتبذلة، يدعون الرجال إليهن بلسان الحال، مائلات إلى الرجال، مميلات للرجال، على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، الأسنمة جمع سنام، بعض أنواع الجمال لها سنام عظيم، فهذا الذين يفعلونه بشعورهن يزداد طولها عشرة سنتمترا “رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” فمن تشبه من الرجال بالمرأة أو تشبهت المرأة به فقد وقع تحت لعنة النبى صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى