مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الكوثري ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الكوثري ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام الكوثري هو محمد زاهد بن حسن الحلمي الكوثري نسبة إلى قرية الكوثري بضفة نهر شيز من بلاد القوقاز، وقيل بأنه نسبة إلى أحد أجداده، ينحدر من أصل جركسي من قبيلة الشابسوغ الشركسية العريقة، وولد الإمام الكوثري بقرية حاج حسن قريسي القريبة من دوزجة بنحو ثلاثة أميال شرق الأستانة في تركيا، وكان ذلك يوم الثلاثاء السابع والعشرين أو الثامن والعشرين من شهر شوال عام ألف ومائتان وست وتسعين من الهجرة، الموافق الرابع عشر من شهر أكتوبر عام ألف وثماني مائة وثماني وسبعين ميلادي، وتفقه في جامع الفاتح بالآستانة، ودرس فيه، وتولى رياسة مجلس التدريس واضطهده الاتحاديون في خلال الحرب العالمية الأولى لمعارضته خطتهم في إحلال العلوم الحديثة محل العلوم الدينية في أكثر حصص الدراسة، ولما تولى الكماليون وجاهروا بالإلحاد أرادوا إعتقاله.

 

فركب إحدى البواخر إلى الإسكندرية سنة ألف وثلاثمائة وواحد وأربعين من الهجرة، الموافق سنة ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادي، وتنقل زمنا بين مصر والشام، ثم استقر في القاهرة موظفا في دار المحفوظات لترجمة ما فيها من الوثائق التركية إلى العربية، وكان يجيد العربية والتركية والفارسية والجركسية، وفي نطقه بالعربية لكنة، وله مؤلفات دينية كثيرة تزيد على خمسين مؤلفا، ومن مؤلفاته المطبوعة، مقالات الكوثري، وصفعات البرهان على صفحات العدوان، والعقيدة وعلم الكلام من أعمال الإمام محمد زاهد الكوثري، والفقه وأصول الفقه من أعمال الإمام محمد زاهد الكوثري، وتأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب، ونظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى عليه السلام قبل الأخرة، والإشفاق على أحكام الطلاق في الرد على من يقول إن الثلاث واحدة.

 

واللامذهبية قنطرة اللادينية، ومحق التقول في مسألة التوسل، والاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار، وتحذير الخلف من مخازي أدعياء السلف، والنكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة، وإحقاق الحق بإبطال الباطل في مغيث الخلق، ويليه أقوم المسالك في رواية مالك عن أبي حنيفة ورواية أبي حنيفة عن مالك، والتحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز، والترحيب بنقد التأنيب، ومن عبر التاريخ في الكيد للإسلام، وفقه أهل العراق وحديثهم، ونبراس المهتدي في اجتلاء أبناء العارف دمرداش المحمدي، ورفع الاشتباه عن حكم كشف الرأس ولبس النعال في الصلاة، وإرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد، وتعطير الأنفاس بذكر سند ابن أركماس، وحنين المتفجع وأنين المتوجع، والفوائد الوافية في علمي العروض والقافية، والإفصاح عن حكم الإكراه في الطلاق والنكاح.

 

وملخص تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني في أول شرح البخاري، ولمحات النظر في سيرة الإمام زفر رضي الله عنه، وحسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف القاضي، وبلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني، والإمتاع في سيرة الإمامين الحسن بن زياد وصاحبه محمد بن شجاع، والحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي، ومما قدم له وعلق عليه هو الغرة المنيفة للسراج الغزنوي الهندي في تحقيق نحو مائة وسبعين مسألة، ردا على الطريقة البهائية للفخر الرازي، ودفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لابن الجوزي، وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري لابن عساكر، والتبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين لأبي المظفر الإسفراييني، والفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي، والتنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع لأبي الحسين الملطي.

 

والإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به للقاضي الباقلاني، والعقيدة النظامية لإمام الحرمين الجويني، والأسماء والصفات للبيهقي، واختلاف الموطآت للدارقطني، وبيان زغل العلم للذهبي، والمصعد الأحمد لابن الجزري، والانتصار والترجيح للمذهب الصحيح لسبط ابن الجوزي، والسيف الصقيل في الرد على ابن زفيل في الرد على نونية ابن القيم، للتقي السبكي، والتعليقات معروفة بإكمالة الرد ومسماة بتبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم، ومراتب الإجماع لابن حزم، ونقده لابن تيمية، والنبذ في أصول الفقه الظاهري لابن حزم، والاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لابن قتيبة، والتعليق يسمى لفت اللحظ إلى ما في الاختلاف في اللفظ، ورسالة أبي داود في وصف سنته، ومناقب أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن للذهبي، ومعها أيضاً تعليق الأستاذ أبي الوفاء، وذيول طبقات الحفاظ للحسيني وابن فهد والسيوطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى