مقال

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لإستقبال شهر رمضان ” جزء 4″

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لإستقبال شهر رمضان ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإستعداد لإستقبال شهر رمضان، أما صوم عاشوراء وأيام الإثنين والخميس ويوم عرفة وغيرها فهي من الأيام المحبب صومها دون وقوع وجوبها على المسلمين، وأيضا من مزاياه هى صلاة التراويح، وهي الصلاة التي تتبع صلاة العشاء، ويكون وقتها من بعد صلاة العشاء إلى قبل صلاة الفجر بقليل، وأيضا صدقة الفطر، حيث يتوجب على كل مسلم عاقل ومقتدر على تقديم صدقة الفطر عنه وعن أفراد عائلته الذين يعيلهم، مع ضرورة تقديم الصدقة، لفقراء المسلمين والمحتاجين، وقد ذكر شهر رمضان في السنة النبوية والقرآن الكريم عدة مرات، مع توضيح مفصل لفضل هذا الشهر الكريم وفضل الصيام به، والتي تتمثل في أنه تفتح الجنة في شهر رمضان وتغلق النار، كما يقيد كبراء الشياطين وعظماؤهم خلال هذا الشهر الكريم.

 

فيكون للمسلم الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي والتقرب من الله تعالى بالعبادات والطاعات التي تقربه من الجنة وتبعده عن النار، وأيضا غفران الذنوب، حيث قدم الله تعالى لصائم رمضان إيمانا واحتسابا، ثوابا عظيما ألا وهو غفران الذنوب السابقة لصوم رمضان، إلا أن الصوم هنا لا يعني صوم المعدة فقط، بل يمتد ليشمل صوم اللسان والعقل والقلب والحواس عن ارتكاب المعاصي والذنوب، فتح أبواب المغفرة والتوبة، للتقرب من الله تعالى وتطهير النفس من الذنوب والتوبة إلى الله تعالى توبةً صحيحة، وأيضا فيه تحقيق التكافل الاجتماعى، حيث فيه يشعر المسلمين الأغنياء أثناء صومهم بالمسلمين الفقراء وحالة الجوع التي يعيشونها معظم الوقت، مع تحقيقهم لمبادئ التكافل الاجتماعي التي حددها الإسلام من صدقة وزكاة غيرها، وأيضا الحفاظ على صحة الجسم.

 

حيث يساعد الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات الصوم في تنقية الجسم من السموم الموجودة فيه، وإعطاء فرصة لأعضائه الداخلية للحصول على قدر من الراحة وتجديد نشاطها للتمكن من إتمام عملها على أكمل وجه، وهكذا يمتاز شهر رمضان بالكثير من الفضائل التي وردت في القرآن والسنة، ومن هذه الفضائل هو أنه أنزل الله فيه القرآن الكريم إذ إن نزول القرآن فيه من أعظم الأحداث التي تبين فضل هذا الشهر فهو كلام الله الذي بيّن فيه أخبار الأمم السابقة، والأحكام التي تضمن السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، فقال تعالى فى سورة البقرة ” شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” ويتضمن ليلة القدر التي بيّن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أنها خير من ألف شهر، ومن قامها لله مُحتسبا الأجر والثواب، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه.

 

لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” وقد سمّى الله ليلة القدر بهذا الاسم لأن الله تعالى أنزل فيها القرآن الذي هو ذو قدر، على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ذى القدر، في ليلة ذات قَدر، لأمة ذات قَدر، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، في الليالى الوتر منها لقول النبى صلى الله عليه وسلم “هى فى شهر رمضان فالتمسوها فى العشر الأواخر، فإنها وتر، ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين” حيث يغفر الله به الذنوب، ويكفر به الخطايا، وهو سبب لدخول الجنة لحديث النبى صلى الله عليه وسلم الذي رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه.

 

” أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة؟ قال نعم” وشهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وذلك كله من رحمة الله بالمؤمنين في هذا الشهر، لكثرة طاعتهم، وإقبالهم على الله بالأعمال الصالحة، لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين” ومعنى تصفيد الله للشياطين، هو ربطها وتقييدها بالأصفاد، لأنها مصدر للذنوب والمعاصى، وما يُرى من ارتكاب بعض الناس للذنوب في شهر رمضان فذلك أن الله سبحانه وتعالى يُصفد مردة الشياطين فقط، كما أن للمعاصي مصادر أخرى، كالنفس، والهوى، والمعاصي تقل في رمضان عن غيره من أيام السنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى