مقال

منافع الصلاة والأمانة.

منافع الصلاة والأمانة.

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الصلاة هي عماد الدين من اقامها فقد اقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين والصلاة تقربنا الى الله تعالي فهى العلاقه التى بين العبد وربه والصلاة تعلمنا الحب والتعاون والتآلف، وتعلمنا وحدة الصف والتراص وجمع الكلمة، وتعلمنا ألا نجعل مجالا للشيطان أن يدخل بيننا، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “أقيموا الصفوف، فإنما تصفون كصفوف الملائكة، حاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله” والصلاة امانة ويجب علينا أداء الأمانة، وإن من صفات المؤمنين الخلص أنهم أهل أمانة وصيانة لا أهل غدر وخيانة، لذا أورثهم الله تعالى الفردوس الأعلى فقال الله تعالى “والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” ثم قال عز وجل ” أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون”

 

ويقول السعدي رحمه الله أي مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه، كالتكاليف السرية، التي لا يطلع عليها إلا الله، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق، في الأموال والأسرار، وكذلك العهد، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله، والعهد الذي عاهد عليه الخلق، فإن العهد يسأل عنه العبد، هل قام به ووفاه، أم رفضه وخانه فلم يقم به ؟ ويقول السعدي رحمه الله يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يؤدوا ما ائتمنهم الله عليه من أوامره ونواهيه، فإن الأمانة قد عرضها الله على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا فمن أدى الأمانة استحق من الله الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها بل خانها استحق العقاب الوبيل، وصار خائنا لله وللرسول ولأمانته.

 

منقصا لنفسه بكونه اتصفت نفسه بأخس الصفات، وأقبح الشيات، وهي الخيانة مفوتا لها أكمل الصفات وأتمها، وهي الأمانة، وتشمل الأمانات أيضا حقوق العباد بعضهم لبعض، وهذا لا يتساوى فيه الناس، بل إنما يجب لسبب من الأسباب كالديون والودائع والعواري، ويدخل في ذلك الولايات كالإمامة والإمارة والوزارة والرئاسة والإدارة ورعاية الأسرة والوظائف وتأدية الودائع إلى أصحابها، وغير ذلك مما يؤتمن عليه الإنسان من غير اطلاع بيّنه على ذلك، كل ذلك داخل في الأمانة التي أمرنا الله عز وجل بأدائها في قوله تعالى “إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلي أهلها” وعن عبد الله بن مسعود قال إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة يؤتى بالرجل يوم القيامة، وإن كان قد قتل في سبيل الله، فيقال أدّي أمانتك، فيقول فأنى أؤديها وقد ذهبت الدنيا؟

 

فتمثّل له الأمانة في قعر جهنم فيهوي إليها فيحملها على عاتقه، قال فتنزل عن عاتقه، فيهوي على أثرها أبد الآبدين” وإن الواقع التطبيقي لهذه الصفة هو رد الأمانات إلى أهلها عند الهجرة من النبي صلي الله عليه وسلم، وها هو الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نكون أمناء حتى مع اعدى الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر لأننا نتعامل عم الناس بأخلاق الإسلام لا بأخلاقهم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها في هجرة النبي صلي الله عليه وسلم، قالت وأمر تعني رسول الله صلي الله عليه وسلم، عليّا أن يتخلف عنه بمكة حتى يؤدّي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم، وليس بمكة أحد عنده شيء يُخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يُعلم من صدقه وأمانته.

 

فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأقام علي بن أبي طالب ثلاث ليالي وأيامها حتى أدّى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأيضا رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة من قبل النبي صلي الله عليه وسلم، وهكذا فإن رد الحق إلى أهله واجب شرعي ومطلب ديني وإن كان في الناس من هو ارفع منه منزلة ومكانة إلا أن ذلك لا يغير الحق، وعن ابن جريج في قول الله تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات غلي أهلها” وقال نزلت في عُثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قَبض منه النبي صلي الله عليه وسلم، مفتاح الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى