مقال

نفحات إيمانية ومع الصبر وإنتظار الفرج “جزء8”

نفحات إيمانية ومع الصبر وإنتظار الفرج “جزء8”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الصبر وإنتظار الفرج، وقال الضحاك بن قيس اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة إن يونس عليه السلام كان يذكر الله تعالى فلما وقع في بطن الحوت فقال الله تعالى “فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون” وعليكم بالاستغفار فإنه سبب لتفريج الكروب وإزالة الغموم فقال تعالى “فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق محرجا ورزقه من حيث لا يحتسب” ويثول الله عز وجل “وأيوب إذ نادى ربه أين مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر فاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين”

 

ويقول الله جل وعلا “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم وأولئك هم المهتدون” والصبر هو أحد موجبات الجنة ولا يوفى أحد أجره بغير حساب إلا الصابر، وقال عمر بن الخطاب وجدنا خير عشينا بالصبر، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا فسررت به قال “لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به” قالت أم سلمة فحفظت ذلك منه.

 

فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه ثم رجعت إلى نفسي وقلت من أين لي خير من أبي سلمة فلما انقضت عدتي استأذن عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ إهابا لي فقلت يدي من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت يا رسول الله ما بي إلا أن تكون لك الرغبة فيّ ولكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به وأنا امرأة دخلت في السن وأنا ذات عيال، فقال أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عزوجل منك وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل ما أصابك وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي، قالت فقد سلمت لرسول الله.

 

فقالت أم سلمة فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ما هى أسباب تحصيل لذة العبادة التي كان يجدها أمثال ابن تيمية رحمه الله؟ فنقول ذلك فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء ولكن له أسباب منها كثرة قراءة القرآن الكريم، فإن كثرة قراءة القرآن تلين القلب، فقال ابن عبدالقوي رحمه الله وواظب على درس القرآن فإنه يلين قلبا قاسـيا، ومنها أن يكون الإنسان قلبه دائما متعلقا بالله معرضا عما سواه, متجنبا للقيل والقال, وكثرة السؤال, ومنها أن يحضر قلبه عند العبادة بحيث لا يفكر ولا يوسوس, بل يكون قلبه حاضرا يتأمل ما يقول وما يفعل من عبادة الله عز وجل، وتصور أنه يناجيك الله عز وجل وأنت في صلاتك, ويسمعك من فوق سبع سموات.

 

ويرد عليك إذا قلت الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى أثني علي عبدي وإذا قال، مالك يوم الدين قال مجدني عبدي والتمجيد هو التعظيم فهل نشعر ونحن نصلي بهذا ؟ فإن الشكوى لله عز وجل أكثرنا وأكثر أوقاتنا أننا لا نشعر بهذا فنقرأ الفاتحة على أنها ركن لا تصح الصلاة إلا بها لكننا لا نشعر بهذه المعاني العظيمة وهى أننا نناجي الله عز وجل من فوق سمواته، فيقول حمدني عبدي فمن يشعر بهذا يجد لذة عظيمة للصلاة ويجد أن قلبه استنار بها وأنه خرج منها بقلب غير القلب الذي دخل فيها به، فإذا شعر الإنسان بأنه مفتقر لربه فسيجد حلاوة العبادة، وقد تكون هناك علامات لمن تقبل الله منهم من الحُجّاج والصائمين والمتصدقين والمصلين وهي انشراح الصدر وسرور القلب ونور الوجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى