محافظات

أطفال مواهب تدعم السياحة المصرية من خلال مواهبهم

جريدة الأضواء المصرية

أطفال مواهب تدعم السياحة المصرية من خلال مواهبهم

د. حاتم العناني “القاهرة”

أطلق سفير الطفولة د. حاتم العنانى رحلة مواهب الأطفال الفنية الثقافية المجانية إلى مسجدي السلطان حسن والرفاعى يوم الثلاثاء الموافق 17 – 6 – 2025م الساعة 11 ظهراً بحي القلعة بالقاهرة، والهدف من الرحلة تنشيط السياحة المصرية، حيث قدم الأطفال مواهبهم الفنية الثقافية أمام جمهور الزوار من الأجانب التى نالت كل الاعجاب، قام الزوار الأجانب بالتقاط الصور الفوتوغرافية وتصوير الفيديوهات للمواهب، وكان الارشاد السياحى له دوراً كبيراً فى تثقيف الأطفال بشرح المعالم الأثرية الفنية المتواجدة، قام الأطفال بنشر صور الرحلة التعليمية مع كتابة معلومات عن المسجدين على صفحاتهم فى مواقع التواصل الاجتماعى التى حظيت بالتعليقات الوفيرة من داخل البلاد وخارجها، مما لفت النظر لدرورة زيارة تلك الأماكن الرائعة.

وفى لفتة سريعة عن المسجدين:

مسجد الرفاعي 

يقع جامع الرفاعي بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي التاريخية في حي الخليفة إلى الجنوب من العاصمة القاهرة، وينسب إلى الإمام أحمد الرفاعي الذي ولد في الحجاز وانتقل إلى العراق ومنها إلى مصر.

ومن بين مساجد القاهرة التاريخية، يعد مسجد الرفاعي أيقونة معمارية خالدة، بفضل التفاصيل الدقيقة في الزخارف والنقوش على الجدران الخارجية والأسقف والقبب، والأعمدة العملاقة عند بوابته الخارجية.

وبحسب وزارة السياحة والآثار المصرية، كان موقع المسجد يعرف قديمًا باسم “زاوية الرفاعي”، وكان مدفنًا للشيخ علي أبي شباك الرفاعي، ولكن بعد إنشاء المسجد الحالي سمي باسم جده الشيخ أحمد الرفاعي.

وجاء إنشاء المسجد في القرن الـ19 ليضاهي جامع السلطان حسن المملوكي الذي يقع أمامه مباشرة ويرجع بناؤه إلى القرن الـ14 الميلادي، ويشهد الجامع الاحتفال بمولد الرفاعي سنويًا رغم أنه مدفون بالعراق.

بناء المسجد

عام 1869، اشترت خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل “زاوية الرفاعي” والمنطقة المحيطة بها لسبب غير معلوم، وفيما بعد أصبحت المنطقة مثوى لرفات كثير من أبناء أسرة محمد علي، وآخرهم الملك فاروق.

وأوكلت خوشيار هانم إلى المهندس حسين باشا فهمي إنشاء جامع كبير في تلك المنطقة، وعندما توفيت عام 1885 توقف البناء لمدة 25 عامًا حتى أمر الخديوي عباس حلمي الثاني باستئناف البناء وافتتح عام 1912.

ومصمم المسجد هو ابن شقيق محرم بك محافظ الإسكندرية وزوج تفيدة هانم ابنة محمد علي، التحق بمدرسة السواري بمصر، ثم ابتعث إلى فرنسا للالتحاق بالمدرسة الحربية المصرية ومدرسة الهندسة العليا عام 1844.

مقبرة ملكية

يضم المسجد مقبرتي الشيخ علي أبي شباك والشيخ يحيى الأنصاري، ومقبرة أخرى ملكية، وفيها ترقد جثامين الخديوي إسماعيل وأمه خوشيار هانم وزوجاته والسلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول والملك فاروق.

ودوّن على جدار المسجد “تم بعناية الله تعالى هذا المسجد الشريف مسجد العارف بالله السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه حسبما صدر به أمر ولي النعم الجناب العالي خديوي مصر المعظم عباس حلمي الثاني”.

ويقول أثريون إن تخطيط المسجد وطرازه المعماري يشبه كنيسة آيا صوفيا والكاتدرائيات المسيحية في روما، ويعد محرابه الخشبي قطعة فنية تحكي قصة الفن المملوكي بالذوق الفني الخاص بالقرن التاسع عشر.

وجاء تصميم قبر جنانيار هانم، زوجة الخديوي إسماعيل، على الطراز المسيحي، إذ يعلوه صليب وأسفله آيات قرآنية، وجاءت الصلبان كزخارف لتقسيم المساحات الهندسية، إضافة إلى الطراز المعماري للنوافذ القوطية.

المظهر الجمالى للجامع دعا الدولة المصرية لاختيار صورته على العملة من فئة 10 جنيه.

مسجد السلطان حسن

يتكون المسجد من صحن (فناء) أوسط مكشوف يتوسطه فوارة، ويحيط به أربعة إيوانات (مساحة مربعة أو مستطيلة مغلقة من ثلاثة أضلاع ومفتوح ضلعها الرابع بالكامل)، وفي زوايا الصحن الأربعة يوجد أربعة أبواب توصل إلى المدارس الأربعة التي خُصصت لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، كل منها يتكون من صحن وإيوان إلى جانب خلاوي سكنية للطلبة، بالإضافة إلى ملحقات خدمية ومئذنتين.

وقد استخدم مسجد السلطان حسن كحصن نظرًا لقربة من القلعة، إذ كانت تطلق من فوق سطحه المجانق على القلعة عندما تثور الفتن بين أمراء المماليك البرجية.تعرض المسجد للعديد من عمليات الترميم وإعادة البناء على مر العصور حتى القرن العشرين كمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة. وأهم ما يميز المسجد القباب ذو الزخارف الرائعة والتصميم المعماري المميز. كما يتميز أيضًا بجمال ودقة الزخارف الحجرية والجصية خاصة في الأشرطة الكتابية المنفذة بالخط الكوفي، وكذلك الأعمال الرخامية وجمال الزخارف بمحراب الإيوان الرئيسي ومحراب القبة، وكذلك مدخل المنبر الرخامي ذو التفاصيل الدقيقة، ودكة المبلغ الرخامية، وأخيرًا دكة المقريء ذات الحشوات الهندسية المجمعة بأشكال الأطباق النجمية

ورغم تجاور مسجدي “السلطان حسن” و”الرفاعي” -حيث لا يفصل بينهما سوى بضعة أمتار- إلا أن هناك فاصلا زمنيا كبيرا بينهما يصل لأكثر من 500 عام؛ فمسجد السلطان حسن بني عام 1356 ميلاديا، بينما مسجد الرفاعي أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل سنة 1869 ميلادياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى