مقال

الطالب والامتحان: رحلة بين التوتر والأمل

جريدة الأضواء المصرية

الطالب والامتحان: رحلة بين التوتر والأمل
بقلم: أشرف ماهر ضلع

الامتحان هو مرآة لجهد الطالب على مدار عام دراسي كامل، لكنه في الوقت نفسه يمثل للغالبية لحظة ضغط نفسي وتحدٍ كبير. وبين ما قبل الامتحان، وما يحدث خلاله، وما يتبع بعده من مشاعر متباينة، يعيش الطالب تجربة تستحق التأمل.

قبل الامتحان: صراع بين التحصيل والخوف
تبدأ رحلة الطالب مع الامتحانات قبل موعدها بأسابيع، وربما أشهر، حيث تتسارع نبضات القلق مع اقتراب اليوم المنتظر. وتتصاعد التوقعات من الأسرة، وتتزايد ضغوط المدرسة والمجتمع، فيجد الطالب نفسه في دوامة من المراجعة المكثفة والتوتر النفسي. البعض يُحسن تنظيم وقته واستثمار لحظاته، بينما يقع آخرون ضحية التسويف أو سوء التخطيط.

في هذه المرحلة، يظهر دور الدعم النفسي من الأسرة والمعلمين، وتبرز الحاجة إلى التوجيه السليم لكيفية الاستعداد، بعيدًا عن التهديد والترهيب.

أثناء الامتحان: سباق مع الزمن وضغط الأعصاب
حين يدخل الطالب لجنة الامتحان، يواجه تحديًا مزدوجًا: فهم الأسئلة، وإدارة الوقت. كثيرون تتسارع دقات قلوبهم، وينتابهم القلق من النسيان أو صعوبة الأسئلة. هنا يتضح الفارق بين الطالب الذي تمرّن على الحل المنهجي، وبين من اعتمد على الحفظ أو التوقعات.

وفي أجواء اللجان، يشتد التوتر، وقد يلجأ البعض إلى وسائل غير نزيهة هربًا من الضغط، مما يعكس خللًا في فهم الغاية الحقيقية من التعليم.

بعد الامتحان: بين الندم والأمل
تنتهي المعركة، لكن تبدأ مرحلة أخرى من التفكير والتساؤلات: هل أجبت جيدًا؟ ماذا لو أخطأت؟ وتنتشر التحليلات والتوقعات عبر زملاء الدراسة أو وسائل التواصل، فتُزيد القلق أحيانًا، أو تبعث بعض الطمأنينة.

الطالب المتزن هو من يدرك أن ما مضى قد انتهى، وأن عليه الاستعداد للآتي دون استنزاف طاقته في التوتر والندم.

في الختام: الامتحان ليس نهاية الطريق
على الجميع أن يدرك أن الامتحان وسيلة لا غاية، وأن الطلاب بشر، ينجحون ويتعثرون، لكنهم قادرون على النهوض. فليكن دور الأسرة داعمًا، ودور المعلم موجهًا، وليتعامل المجتمع مع الطالب على أنه إنسان، لا رقم في نتيجة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى