الناقد الفني د محمد عبد الله يكتب: ثنائية الدولة واستقلال الإرادة السياسية.
هناك خطأ شائع لدى بعض المتابعين للشأن الدولي يتمثل في الظن بأن الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل تمثلان كيانًا سياسيًا واحدًا أو أن العلاقة بينهما تقوم على علاقة تبعية مباشرة تفرض على إسرائيل تنفيذ ما يصدر عن الإدارة الأمريكية من توجيهات دون نقاش. وهذا التصور ينافي أبجديات العلاقات الدولية، ويتجاهل حقيقة أن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل دولة ذات سيادة، تملك مؤسسات تشريعية وتنفيذية مستقلة، وتُدار سياساتها الخارجية والداخلية وفقًا لمصالحها القومية وأولوياتها الاستراتيجية. نعم، هناك تحالف استراتيجي وثيق بين الطرفين، تُترجم مظاهره في صور دعم مالي وعسكري ودبلوماسي غير مسبوق، إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن إسرائيل تفتقد الإرادة السياسية المستقلة، أو أنها تخضع لأوامر مباشرة من واشنطن. فقد شهدت الساحة الدولية أكثر من واقعة امتنعت فيها إسرائيل عن الانصياع لتوصيات أو ضغوط أمريكية، وهو ما يؤكد أن العلاقة بين الدولتين تقوم على تلاقي المصالح لا وحدة الإرادة، وعلى التنسيق السياسي لا الإذعان القهري. وبناءً عليه، فإن تصوير إسرائيل كأداة في يد الولايات المتحدة يُعد اختزالًا مُخلًا بطبيعة العلاقات الدولية، وتبسيطًا مفرطًا لا يليق بالتحليل الرصين . لذلك تسعي امريكا للحفاظ علي مصالحها وتسعي اسرائيل ايضا للحفاظ علي مصالحها، وعند تعارض المصالح يبدو للبعض ان هناك خلافا بينهم، ولكن هناك تعارض مصالح فقط في هذه المرحله . قد تعود المصالح المشتركه مره اخري ونجد الدولتين يتعاونان وقد يستمر تعارض المصالح لحين انهاء كل دوله ملفاتها الهامه التي تخص مصالحها .