القصيدة:
لامل كريم
ألا يا رياح الكون تيهي وزغردي
وفي جنبات البحر في الشعر ردي
أتيتُكِ مشتاقاً ولم أخف فرحتي
ووجهي كنور الصبح يُبدي توقّدي
كتبتُ قصيدي فوق نجمٍ مُشعشع
ليسطعَ كالشمس المُنيرة في يدي
واسبلتُ فوق البدر شالاً من الوفا
فكان جليسي بعد يومي أو غدي
أتيهُ بشعري والقوافي مُجارياً
فيسبقُ شعري في المحافل حسّدي
ولو كُنتُ مختالاً لأبديتُ ثورتي
على كلّ من يدنو إليّ ويعتدي
ولكنّني والشامُ تزهو بمنبتي
أحاذرُ ثوب الكِبرِ لو كان سرمدي
فألوي ذراعَ القهرِ حين يمسّني
وأفخر بالسّيف الصقيل المهنّد
وأزهو بشعري والمشاعرُ دونَه
فيختطفُ الأنظارَ عن كلٍ فرقد
وإن زارني طيفٌ عرفتُ مقامَه
وأعرفُ من بين الخلائق مقعدي
—
القراءة الأسلوبية لتكرار الهمزة:
يبرز تكرار الهمزة في هذا النص كأداة أسلوبية فنية لها أثر واضح في إضفاء نغمة موسيقية، وتعزيز دلالات نفسية ومعنوية معينة. ويمكن قراءته من عدة جوانب:
1. الوظيفة الصوتية:
الهمزة صوت انفجاري قوي، يلفت الانتباه ويضفي على النص نغمة قاطعة. في بداية النص “ألا يا رياح الكون”، نلحظ نبرة استدعاء قوية تتماشى مع انفعال الشاعر.
2. الوظيفة التعبيرية:
تتكرر الهمزات في أفعال مثل: “أتيت، أخف، أبديت، أزهو، أفخر، ألوي”، وكلها أفعال فاعلة توحي بالحركة والثقة، وتعكس اندفاعًا نفسيًا ووجدانيًا.
3. الوظيفة الدلالية:
الهمزات تُستخدم في أفعال تدل على المبادأة والقدرة الذاتية، ما يدل على شخصية قوية، مؤمنة بذاتها دون أن تتورّط بالغرور.
4. التوازن الإيقاعي:
تكرار الهمزة مع حروف كالقاف والدال والراء يُضفي إيقاعًا داخليًا قويًا، يدعم البنية الموسيقية العامة للنص.
الخلاصة:
جاء تكرار الهمزة أداة فنية متعددة الوظائف: صوتية وتعبيرية ودلالية، ترفع من جمال النص وتعمّق معناه.
—
الدراسة البلاغية الشاملة:
أولاً: المضمون العام:
القصيدة تعكس حالة من التوهّج الشعري، مقرونة بالفخر بالنفس والانتماء، دون أن تغيب عنها ملامح التواضع، حيث يتجلّى الشعر كوسيلة للتعبير عن الذات والعزّة.
—
ثانياً: البناء الفني:
1. وحدة الموضوع:
يدور النص حول الذات الشاعرة وعلاقتها بالشعر والناس والوطن، ما يعطيه وحدة عضوية وانسجامًا فكريًا وعاطفيًا.
2. الصور البيانية:
“كتبتُ قصيدي فوق نجمٍ مشعشع”: صورة تُعلي الشعر إلى مصافّ السماء.
“واسبلتُ فوق البدر شالاً من الوفا”: تشبيه مؤنث مليء بالحنان.
“ألوي ذراع القهر”: استعارة جريئة تعكس تحدي الظلم.
3. الأساليب البلاغية:
نداء “ألا يا رياح الكون” يجمع بين التنبيه والانفعال.
مقابلات بين الفخر والتواضع، مثل: “ولو كنت مختالاً… ولكنني”.
تقديم وتأخير لأغراض بلاغية، مثل: “في جنبات البحر في الشعر ردي”.
—
ثالثاً: الإيقاع والموسيقى:
البحر الشعري: القصيدة على بحر الكامل، بإيقاعه القوي والمرن.
التكرار الصوتي: حروف مثل الهمزة، القاف، الراء، والدال، تخلق تناغمًا داخليًا مميزًا.
الجناس والطباق: تعزيز للموسيقى اللفظية، كما في: “شعري/حُسّدي”.
رابعاً: البعد النفسي والوطني:
تتداخل مشاعر الفخر بالشعر مع الاعتزاز بالوطن (الشام)، ليخلق الشاعر من نفسه رمزًا لأرضه، فيقول:
> “ولكنني والشام تزهو بمنبتي”
—
خامساً: الثيمة الرئيسة:
الثيمة المحورية هي سمو الذات الشاعرة، من خلال الشعر، والإباء، والتاريخ، مقابل من يحاول النيل أو الحسد. وهي قصيدة تأخذ طابعًا معلقيًا معاصرًا في وقفتها، وشكلها، ومضمونها.
—
الخاتمة:
القصيدة عمل شعري ناضج، يوازن بين حرارة الإحساس وجمال التعبير، ويكشف عن شاعر يملك ناصية اللغة والصورة، مع تمكّن من البناء الإيقاعي والبلاغي. إنها نص يليق بالاحتفاء، ويستحق التوقّف عنده طويلًا.
ربا رباعي
الاردن
أقرأ التالي
منذ ساعتين
حصل الدكتور الجوهري الشبيني علي لقب سفير الأمم المتحدة بسبب جهوده الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة
منذ ساعتين
رضا أبوطربوش نائباً لرئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للابداع والابتكار
منذ ساعتين
الدقهلية: «تحرير سيناء» عنوان الندوة التوعوية بمركز شباب ميت رومى بدكرنس
منذ ساعتين
جامعة الأزهر..رئيس الجامعة يزور السفارة المصرية في الكويت خلال مشاركته في الندوة الدولية بالكويت
منذ ساعتين
اجتماع موسع لبحث نقل تبعية مركز التشييد والبناء بميت غمر للتربية والتعليم لتعزيز التعليم الفني بالدقهلية
منذ ساعتين
باستثمارات 500 مليون دولار… مصر تدشّن أول مصنع كيميائي أخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
منذ ساعتين
– بدء الدراسة بالجامعة الأهلية بطنطا اعتبارًا من العام الدراسي القادم
منذ 3 ساعات
وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية يفتتح معرض الأنشطة بمدرسة البحر الصغير الابتدائية بدكرنس
منذ 3 ساعات
تموين الأقصر” تضبط بائع متجول لبيعه اسطوانات بوتاجاز بأزيد من السعر الرسمى بمدينة طيبة الجديدة
زر الذهاب إلى الأعلى