مقال

خارج الإطار الرسمي، تأثير الشبكة الخفية على صناعة القرار الأمريكي..!!

جريدة الأضواء المصرية

خارج الإطار الرسمي، تأثير الشبكة الخفية على صناعة القرار الأمريكي..!!

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

المعطيات الواردة في نمط ومؤشرات المواقف الأمريكية، فيما يخص اسرائيل وتأثيراتها على الشرق الأوسط، كافية لتشكيل صورة ذهنية لدى المراقب السياسي، بوجود شبكة خفية وتنظيمات غير رسمية، تعمل من وراء جدر سميكة وأسوار محصنة، تتجاوز الحكومات المنتخبة في البيت الابيض، لها مصالح واسعة، وأمتدادات عريضة، وأرتباطات مختلفة، في داخل أمريكا وخارجها، وهي تمثل فكرة ”الدولة العميقة“ والتي دائماً ما تتمظهر بمظهر حازم مع الاحداث التي تحصل في الشرق الأوسط، مثل مبادرات السلام الشامل بين الدول العربية وأسرائيل، ومشروع الديانة الإبراهيمية وصفقة القرن بين نفس الأطراف اعلاه، والأنسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل القضايا التي تخص فلسطين، من حروب وأبادات وتهجير وغيرها، ومن المؤكد انها تلعب أدورآ رئيسية في توجية السياسات الأمريكية والدولية، لصناعة قرارات تخدم الكيان الصهيوني، وكأن ولي الأمر وصاحب الكلمة، أسرائيل وليس أمريكا.

وبما أن الأحداث تواصل نفسها بالاسئلة، والمفاوضات الحالية بين أمريكا والجمهورية الإسلامية في إيران هي من قلب تلك الأحداث، فماذا لو تداخلت المصالح بين الحكومة المنتخبة والدولة العميقة في أمريكا، وجرى الاتفاق على غير ماتهوى تلك التنظيمات؟ علمآ أن الصعوبة ستتضاعف أمام الحكومة الامريكية الرسمية، في حال كانت الأمور تنبأ بأن ثمة بدايات قوية ستولد في محور المقاومة، وتثبت الأوضاع على ماهي عليه، ومن شأنها أن تبقي المصادر التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، مترابطة ومتماسكة، ومشهدية الأمن في تل أبيب، ستشهد ماكانت تشهده في عملية طوفان الأقصى، فهل سيكون مصير ترامب كمصير جون كينيدي؟ وإلصاق التهمة بأعداء امريكا الكثيرون في العالم، وأبعد ما تذهب إليه الحكومة الأمريكية هو تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، ولا يستبعد أن تكون عناصر الدولة العميقة أعضاء فيها، مثل لجنة ”وارن“ المختصة بحادثة كينيدي، ستغرق الإعلام العالمي بمعلومات عشوائية، وسترفع السرية عن وثائق التحقيق التي تحمل أشارات معينة، واحدة بعد الآخرى، لتترك المجتمع الامريكي عالق بدوامة من التفكير التأمري، تحديداً وأن الشائع الآن في البلاد، يمثل العصر الذهبي لنظرية المؤامرة.

أم سيكون هناك قالب جاهز لسيناريو مختلف ليظهرون من خلاله للمجتمعات الأمريكية والعالم أجمع، على أن ترامب كان ولا يزال عبارة عن؛ خدعة خاطفة في مسرحية هزلية، لتمرير الملفات الروسية، وسيجدون الكثير من الدلائل التي ستضع ترامب في دائرة الشك، ومنها على سبيل الذكر، معاملة ترامب لزلينسكي كخصم خلافاً لبوتين الذي يعامله كشريك، وانه يعتقد أن «روسيا تريد السلام، ولربما هناك شخصاً ما لا يريد عقد الصفقة، ولن يكون في منصبه طويلاً» في إشارة لزلينسكي، وكذلك سعي ترامب لتخفيف العقوبات عن روسيا، والتلميح بتغيير نظام الحكم في اوكرانيا، وتعطيل الهجمات السيبرانية عن موسكو، وتقييد العمل المخابراتي مع كييف، ووقف الدعم الأمريكي الكامل عن أوكرانيا، والتصويت لصالح روسيا ومعارضة قرار إدانتها بالعدوان على أوكرانيا في الأمم المتحدة، وهذا بالضبط ما تريده روسيا ويمكن أن نقول عنها انها رغبة فلاديمير بوتين الحقيقية.

عموماً..الدولة العميقة في أمريكا، لها وجهة نظر خاصة في التعامل مع الروؤساء الامريكان، تدعم من تدعم، وتطيح بمن تطيح، حسب مواقف الحكومات الأمريكية من تل أبيب ومن أعداء تل أبيب.

وبكيف الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى