مقال

إن الله تعالى يبسط يده

جريدة الأضواء المصرية

إن الله تعالى يبسط يده
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 9 يناير 2025
الحمد لله الذي وفق العاملين لطاعته فوجدو سعيهم مشكورا، وحقق آمال الآملين برحمة فمنحهم عطاء موفورا، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، فصلوا عليه وسلموا تسليما، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد روي عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها” رواه مسلم، وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا”

ينزلا نزولا يليق بكماله رجلاله فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك فيقول تعالي ” الرحمن علي العرش استوي” وإستوى كما أخبر وعلى الوجه الذى أراد، وبالمعنى الذى قال إستواء منزها عن الحلول والإنتقال، فلا العرش يحمله ولا الكرسى يسنده، بل العرش وحملته والكرسى وعظمته، الكل محمول بلطف قدرته مقهور بجلال قبضته، فالأستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة لا تسأل كيف يتنزل، فإن الله يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا تنزلا يليق بكماله وجلاله، فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك، فلا أحد فى أسمائه، ولا أحد فى ذاته، ولا أحد فى صفاته، ولا أحد فى أفعاله، فقال أعرف الناس به صلى الله عليه وسلم ” إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار،

وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه” فينزل الله عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا، ويقول سبحانه وتعالى ” أنا الملك من ذا الذى يدعونى فأستجيب له، من ذا الذى يسألنى فأعطيه، من ذا الذى يستغفرنى فأغفر له” فلا يزال كذلك حتى يصىء الفجر، فأين أنت؟ تقضى الليل أمام الأفلام الداعرة، فأفق أيها المسكين يا من قضيت العمر أمام المسلسلات والأفلام قم وإنتبه، قم فإن الموت يأتى بغتة، فالمولى جل جلاله ينادى عليك وأنت فى غفلة فإنتبه، ودع عنك ما قد فات فى زمن الصبا، لم ينسها الملكان حين نسيته، والروح منك وديعة أودعتها، وغرور دنياك التى تسعى لها، الليل فاعلم والنهار كلا هما، ذ واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب، بل أثبتاه وأنت لاه تلعب، ستردها بالرغم منك وتسلب.

دار حقيقتها متاع يذهب، أنفاسنا فيهما تعد وتحسب، فالله جل جلاله ينادى عليك فيقول ” أنا الملك من ذا الذى يدعونى فأستجيب له، من ذا الذى يسألنى فأعطيه، من ذا الذى يستغفرنى فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضىء الفجر” وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” قال الله عز وجل فى الحديث القدسى ” أنا عند ظن عبدى بى، وأنا معه إذا ذكرنى، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم، وإن تقرب منى شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب منى ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتانى يمشى أتيته هروله” فهيا أيها المسلم، هيا إلى هذا الفضل العظيم، فوالله لو عرفت فضل التوبة ما تركت التوبة طرفة عين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى