إحياء الذاكرة الثقافية: احتفالية اللغة العربية في رحاب قرطاج
بقلم الباحثة د. آمال بوحرب
تُعتبر اللغة العربية أداة تعبير حيوية تعكس ثراء ثقافاتنا وتاريخنا وإبداعنا. في تونس، حيث تتميز الهوية الثقافية بعمقها وتراثها العريق، تتجلى أهمية الاحتفاء باللغة العربية من خلال فعاليات واحتفاليات تسعى إلى تعزيزها وترسيخها في نفوس الأجيال الجديدة.
في هذه الأجواء الاحتفالية، اختارت تونس أن تنظم احتفالية فريدة للغة العربية في رحاب قرطاج، التي تحتضن عبق التاريخ وجمال الثقافة. لقد اجتمع الأدباء، النقاد، والفنانون من مختلف الأجيال لتبادل الأفكار وإلقاء الضوء على أهمية اللغة والإبداع. كانت الفعالية منصة لتسليط الضوء على الأعمال الأدبية والفنية، والتعبير عن حبنا وولائنا للغة الضاد التي تجمعنا وتنقذ ذاكرتنا الثقافية.
تميزت الاحتفالية بمشاركة مجموعة من المبدعين الذين قدموا قراءات أدبية، وأشعاراً، وأعمالاً فنية متنوعة. كانت لحظات من السحر الوجداني، إذ تفاعل الحضور مع الكلمات، وتدفق الإلهام بين المتحدثين والجمهور. كما تضمنت الفعالية ورش عمل وندوات فكرية تناولت كيفية تعزيز استخدام اللغة العربية في مختلف المجالات، واستكشاف طرق جديدة للتواصل الثقافي من خلال الفن والأدب.
الأبعاد الرمزية لتلك الاحتفالية كانت واضحة، حيث تمثل اللغة العربية الهوية التي نعتز بها، والتاريخ الذي نحمله. فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وسيلة للتعبير عن الأحلام، الآمال والتحديات التي نواجهها جميعًا كأمة. إن الاحتفاء باللغة العربية هو دعوة للجميع، من أدباء وفنانين ومثقفين ومتعلمين، لبذل المزيد من الجهود نحو الحفاظ على هذا التراث الغني وتعزيزه في الحياة اليومية.
ومع ختام هذا اليوم الاحتفالي المفعم بالتجارب الأدبية والفنية، نجد أن التقاء القلوب والعقول في رحاب اللغة العربية يعكس التزامنا المستمر بدعم الإبداع وترسيخ الثقافة في تونس. إنّ هذا النوع من الفعاليات ليس مجرد احتفال بل هو دعوة مفتوحة للجميع، لمواصلة العمل والانطلاق نحو آفاق جديدة من الإبداع والابتكار. فلنستمر في الخطاب الثقافي، ولنعزز التواصل بين الأجيال، حيث كل كلمة تُكتب وكل لحن يُعزف يُساهم في إثراء تراثنا العربي ويعكس قصتنا المشتركة.
ندعو جميع الرواد والمبدعين لمواصلة الجهود والمشاركة الفعّالة في الأنشطة الثقافية، فنحن بحاجة إلى أفكاركم ومواهبكم لتنمية هذا الفضاء الثقافي وتطوير حركتنا الفكرية في تونس. فالإبداع هو، دائمًا، جسر يربط الماضي بالحاضر بالمستقبل، وعلينا الحفاظ عليه من خلال الدعم والتشجيع المستمر. شكراً لكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم، ونتطلع إلى المزيد من اللقاءات المثمرة والمبدعة في المستقبل.