وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : السبت الموافق 5 أكتوبر 2024 الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، إن النصر للأمة قد يأتي عن طريق الضعفاء والفقراء والمحتاجين أيضا فليست القضية قضية أموال ووجاهات ومناظر ومناصب خاصة إذا لم تكن في سبيل الله تعالي وحسب بل هناك سلاح الإخلاص والدعاء ولا يجيده إلا قليل من الناس، فعن سعد رضي الله عليه تعالى عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم “إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم” وإن إخلاص الفقراء والضعفاء وصلاتهم ودعائهم سبب لنصر الأمة وتمكينها في الأرض وهذا حتى يدرك كل فرد من أفراد هذه الأمة أن له دور في هذه الحياة.
وعن طريقة يأتي النصر مهما كانت قدراته ومستواه الإجتماعي، وقال الله تعالى “إن تنصروا الله ينصركم” وكما قال تعالى “وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب” ونصر الله تعالى حليف قوم ينصرون الله عز وجل ودينه، ويرفعون راية شريعته شامخة في أفق العلياء، أما قوم يسعون دائبين لإزالة دين الله تعالى أو خذل شريعته حين ضعفها فليس لهم من نصر الله شيء ولا قيد أنملة من النصر، وما انتصر من إنتصر من الصالحين السابقين و اللاحقين إلا بسبب ما قاموا به من نصرة لدين الله وشريعته، ولله در التإريخ إذ حفل بذكر صور من إقدام المؤمنين في نصر دين الله تعالى وكانت عواقب تلك المعارك الغراء لهم، فكم من معارك وغزوات حالف النصر فيها المؤمنين حيث قاموا بنصرة لدين الله تعـالى، وكم من بلاد نكب الله أهلها ومكن منهم العدو لما كان المقصود بالنصرة غير الله.
فمن قام ناصرا بلده فهو مخذول ومن قام ناصرا قومه فهو مخذول ومن قام ناصرا مبدأه و مذهبه المخالف لدين الله فهو مخذول، ومن قام ناصرا و لو وحده دين الله فهو المنصور لا غيره، وهو المؤيد لا سواه وهو الموعود بالتمكين، فلتقم الأمة الطالبة نصر الله تعالى بنصرة دين الله وإعلائه على الأديان كما أعلاه الله حتى تنال موعود الله تعالى لها بالنصر والتمكين في الأرض، ومن نصرة الله تعالى هو تحقيق الولاء والبراء فلا مداهنة في دين الله تعالى ومحاباة لمخلوق أيّا كان، فدين الله تعالى فرّق بين المسلم والكافر ولو كانا في القرابة بالمكان الذي لا يفرّق بينهما فيه، ومن نصرة الله تعالى تطهير الأرض من المنكرات والموبقات التي ما فتيء أصحابها يجاهرون بها مطلع النهار ومغربه ويحاربون الله سبحانه ليل نهار والعياذ بالله.
ومن نُصرة الله عز وجل هو القيام حماية لدين الله من أن يمسّه دنيّ بسوء أو أن يقصده سافل بنقيصة، ومن نُصرة الله تعالى حراسة محارم الله سبحانه وتعالى وحفظها من أن يتعرّض لها من سلبه الله العفاف والحشمة، فمن قام بنصرة الله ودينه حظي بالنصر من الله تعالى وظفر بالغلبة على عدوه، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لما فيه الصلاح والفلاح، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وخذ بنواصينا للبر والتقوى، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، اللهم كن لهم لا عليهم وأيدهم بجنودك وعونك يا معين، اللهم احقن دمائهم وأمنهم في ديارهم.
واصلح أحوالهم وانصرهم نصرا عزيزا مؤزرا واجعل الدائرة على أعدائهم، يا قوي يا عظيم، اللهم اجعل هذا البلد أمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد الاسلام والمسلمين، ومن أراد به شرا فجعل الدائرة عليه، واجعلنا شاكرين لك ذاكرين وعليك متوكلين وعند حدودك واقفين وبسنة نبيك أخذين يا نعم المولى ونعم النصير.