مقال

مزايا وسائل الإتصالات الحديثة

جريدة الأضواء المصرية

مزايا وسائل الإتصالات الحديثة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 21 سبتمبر 2024
الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن شبكات التواصل الإجتماعية هي كل المواقع التي يتواصل من خلالها الأشخاص الذين تجمعهم إهتمامات مشتركة حيث تتيح هذه المواقع لمستخدميها تكوين الصداقات العابرة للواقع والجغرافيا، من خلال مشاركة الملفات والصور وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات وسميت بالشبكات الإجتماعية.

لكونها تتيح التواصل مع الأصدقاء وتقوية الروابط بين أعضائها حيث يتواصلون ويتشاركون الأحداث ولأخبار بالمحتوى المكتوب والصور والفيديوهات حول ما يدور في حياتهم الشخصية والإجتماعية والسياسية، متجاوزين كافة الحواجز الجغرافية، ومن أبرز مواقع التواصل اإلجتماعي هو الفيسبوك وتويتر وإنستغرام والواتس اب ويوتيوب ويأتي بالمرتبة الأولى هو الفيسبوك الذي يحظي بقاعدة مستخدمين هي الأكبر في العالم والوطن العربي، وتعتبر مواقع التواصل الإجتماعي سلاح ذو حدين يمكن إستخدامها بنشر الثقافة والقيم األخالقية والعلم والتعرف والدعوة إلى الله تعالي كما أنها مدمرة وسلبية إذا استخدمت في نشر الكراهية والشائعات وقطيعة الرحم وضرب الوحدة الوطنية والدعوة الفاحشة والكفر واإللحاد.

ومن مزايا وسائل الإتصالات الحديثة هو إكتساب الخبرات وتكوين الصداقات، وإستطاعت مواقع التواصل الإجتماعي تقديم كل ما يحتاجه المرء من إمكانيات وأدوات لإكتساب الخبرات من جميع أنحاء العالم كما مكنت الأفراد من تكوين صداقات على مستوى العالم وكذلك التعامل عن بعد، ولقد أصبح بإمكان أي شخص الإلتحاق بالجامعات والمعاهد والتعلم والتدريب، وكما أصبح الشخص الآن يجلس خلف الشاشة والإستماع لشرح الأستاذ والتفاعل معه، وكما أنه من خلال وسائل الإتصالات أصبح من السهل تبادل التعامل التجاري والإستيراد والتصدير ومتابعة أعمال الشركات عن بعد، ولقد ساهم الإنتشار الواسع لوسائل التواصل الإجتماعي في ضعف العلاقات والروابط الأسرية.

وأضعف التفاعل بين أفراد الأسرة حتى أصبح الطابع الفردي هو السائد، فكل فرد من أفراد الأسرة له عالمه الإفتراضي الخاص به بعيدا عن أفراد الأسرة الأخرين، بل في بعض الأسر يكون التواصل بين أفرادها عن طريق الرسائل المتبادلة مما عزز من العزلة والإنطوائية بسبب الإنكباب على هذه الأجهزة الصماء، كما أن هذه الوسائل ساهمت بتوسيع الفجوة بين الأهل والأقارب وضعف التواصل الإجتماعي بين الأهل والأقارب والأصدقاء والإستعاضة عن تبادل الزيارات بتبادل الرسائل النصية بدعوى باطلة أنها تؤدي الغرض من وصل الأرحام، كما ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي بإرتفاع نسب الطلاق وزيادة حدة الخلافات بين الأزواج وبرود العلاقات العاطفية.

وإشتعال نار الغيرة والشك بسبب الإنشغال بالأجهزة الألكترونية والهواتف الذكية، بالتواصل مع الأخرين، ناهيك عن الخيانات الألكترونية والعيش ظل علاقات رومانسية الوهمية أو الخيالية، أو حتى علاقات وخيانات حقيقية مما ساهم في تفكيك أواصر المحبة والمودة بين الزوجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى