مقال

إسم جامع لحصول كل مطلوب محبوب

جريدة الاضواء المصريه

إسم جامع لحصول كل مطلوب محبوب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 7 سبتمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، قال بعض العارفين مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل وما أطيب ما فيها؟ قال محبة الله تعالى ومعرفته وذكره، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وقال أيضا ليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه، ولا يمكن محبة إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وقال مطرف بن عبدالله الشخير أتيت عمران بن حصين يوما فقلت له إني لأدع إتيانك لما أراك فيه.

ولما أراك تلقى، قال فلا تفعل، فو الله إن أحبه إليّ أحبه إلى الله، وكان عمران بن الحصين قد إستسقى بطنه، فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة، لا يقوم ولا يقعد، قد نقب له في سرير من جريد كان عليه موضع لقضاء حاجته، فدخل عليه مطرف وأخوه العلاء، فجعل يبكي لما يراه من حاله فقال لم تبكي؟ قال لأني أراك على هذه الحالة العظيمة، قال لا تبك فإن أحبه إلى الله تعالى، أحبه إلي، ثم قال أحدثك حديثا لعل الله أن ينفع به، واكتم علي حتى أموت، إن الملائكة تزورني فآنس بها، وتسلم علي فأسمع تسليمها، فأعلم بذلك أن هذا البلاء ليس بعقوبة، إذ هو سبب هذه النعمة الجسيمة، فمن يشاهد هذا في بلائه، كيف لا يكون راضيا به؟ وإن من الأمور المشتركة بين بني الإنسان أن كل واحد منهم يبحث عن السعادة، والمصيب منهم حقا.

من التمسها في نصوص الوحي واستوحاها منه، فهو منبع الخير ومطلع الهداية، ولأن الله عز وجل هو خالق الناس جميعا فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه لا بد أن يعلم ما يصلحه ويسعده ولأن اهتمام الوحي بالأساس منصب على تهذيب الإنسان والرقي بالنفس البشرية إلى مدارج الكمال، ومن هداية الوحي حديثه عن المفلحين وبيان أهم صفاتهم التي تؤهلهم للفوز والفلاح والطمأنينة والراحة النفسية، وإن الفلاح هو إسم جامع لحصول كل مطلوب محبوب، والسلامة من كل مخوف مرهوب، وقسّمه العلماء الى نوعين وهما فلاح دنيوى، وفلاح أخروى، فالدنيوى هو نيل الأَسباب التى بها تطيب الحياة، وهى البقاء وهي الصحة والعافية والغنى، والعز والأخروى وهم أربعة أشياء، بقاء بلا فناء وغنى بى فقر، وعز بلا ذل وعلم بلا جهل.

لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة” وكما إهتمت السنة النبوية الشريفة ببيان طرف من دعائم الفلاح، من ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع” ولفظ طوبى مفرد مؤنث أطيب ومعناها غبطة وسعادة، وخير دائم وهي من الطيب، وفي القرآن الكريم قال تعالي ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبي لهم وحسن مآب” والمعنى لهم كل مستطاب في الجنة من بقاء وعز وغنى، ويقال طوبى لك و طوباك لك الحظ والعيش الطيب، وطوبى لكم كونوا سعداَ جدا، وطوبى أيضا هو إسم علم للجنة أو لشجرة فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى